عمَّان : مصطفى منيغ ما حسبه معظم القوم وديعا طلع عليهم بمخالب وأنياب ، فكان عليهم تغيير الانتساب ، لنظام آخر بالإنصاف والتشاور القويم لهم أقرب ، بقرار اتخذوه و وطنهم قصد الالتجاء لمن يعوضهم خيرا دون التفريط في البوح علانية عن الأسباب ، بأصدق نضال بعيدا عن الفتنة وبأنبل وحدة شعبية يتم عليها الإنكباب ، إذ العقلاء في تصميمهم على التغيير لِما هو أوضح وللجميع أحب ، يتوجهون للمشروعية الوطنية أولا ثم الدولية مطالبين إبعاد مَن انتهت صلاحية التحكم فيهم وكأنهم نعاج مساقون لسوق إسرائيل للاستسلام بالنصب لذاك النصيب ، المذكور في كتاب قدسته الإدارة الأمريكية يبشر بدين صفقة القرن الرهيب ، يجعل من الأردن أول المعتنقين طاعة لحاكمهم والأردن بريء مادامت الأرض أرضا والسماء سماء مكتفيا وأهله الشرفاء بالحلال من الكسب . … أليس في الأردن برلمان ، ومجلس أعيان ، وحكماء أجلاء من عامة الشعب أحرهم أحسن ، وأقدر من أكبر حاكم في الوطن ، بل أَفطن ، فلما التفرد قي عقد اتفاق مع صلب العدوان ، لإنزال نطفة تكبر فوق أرض طاهرة لا تقبل إلا الحق آمِراً ناهياً بالعدل والإحسان ، مرحبة بضيوف الرحمان ، أكانوا نصارى أو يهودا نيتهم صافية باقين على احترام وحدة الأردن المُهاب . غير ذلك فليبحث المنبطح لهلوسة نتنياهو عن وطن آخر يتجمع وسط وأطراف مستنقعاته البق والناموس والذباب ، … العلاقة المبرة مع قطر ستكون في محلها إن ابتعدت الأردن عن العلاقة اللاعادية الرابطة بينها وحكومة بني صهيون بشكل مريب ، واللاعب على رقعة الشطرنج السياسي لن تنطلي حيله على ما تبقى من أحرار وشرفاء العرب ، الوازنين الأمور بكيفية تحدد مصلحة الفلسطينيين العليا الممثلة في جبهة جماهيرية خارقة لكل الحدود يداً في يد مع حماس وفتح وكل فصائل المقاومة أكانت سنية أو شيعية قولا صريحا لا يختبئ خلف الضباب . بهدف لا غبار عليه احترام إسرائيل التام للشرعية الدولية الجاعلة منها دويلة استعمارية محتلة بغير موجب حق أراضي الدولة الفلسطينية الشريفة كما كانت على مر العصور والأحقاب. … نعلم بالضوء الأخضر الممنوح من طرف إسرائيل لتقدم الأردن على تلك الخطوة بالرغم من معارضة السعودية والامارات باتخاذه جسراً استثنائيا للموساد يقرب عليها المسافة الفاصلة بينها وتركيا وإيران انطلاقا من الدوحة الفاتح أميرها شكلا جديدا من التعامل الغريب ، بينه والادارة الأمريكية بتسليمها رصيدا بلغ 182 مليار دولار لجذب رضاها عليه من جديد في حفلة تذوق الشهود حلالها العصير الأمريكي اللذيذ الممزوج حليبه باللوز والموز والرمان والزبيب. …كان على حاكم الأردن ان يرجع أي قرار يتخذه لموافقة الأمة بواسطة نوابها الأقوياء بمواقفهم المحسوبة على وفائهم لخدمة الأردن وما يحمله من لقب ، لكن المقرر الحقيقي قابع في تل أبيب ، إذا أمر لا يجوز تكسير رغبته في التنفيذ وإلا استخرج ما يُحرجُ به المعني بالأمر أمام العدو والحبيب ، ممّا يظهر أن بطيخ الأردن بالفعل لونه أشقر ليس مبالغة أو خيالا بل كنه الصواب .