احتضنت مدينة طنجة أيام 24 ، 25 ، 26 مارس الجاري فعاليات النسخة الأولى لنموذج الأممالمتحدة بجامعة عبد المالك السعدي.وقد كانت هذه الأيام الثلاثة بمثابة تتويج لمسار طويل من البناء الجماعي استمر لمدة تناهز السنة، من خلال عشرات الورشات التي عاش خلالها الطلبة والطالبات مجموعة من التحديات والتمارين في طريقة التواصل والنقاش والعمل الجماعي، وقد كانت النتيجة تنظيم محاكاة الجمعية العامة للأمم المتحدة من طرف طالبات وطلبة الجامعة حاملي المشروع بتعاون مع طلبة وطالبات معاهد وثانويات أخرى. يشار إلى كون هذا النموذج يعتبر أول نموذج يقام في جامعة عمومية باللغة العربية بمدينة طنجة، وهو يندرج في إطار الحركية الثقافية التي تشهدها طنجة الكبرى، كما أنه نشاط نوعي على مستوى الجامعة، حيث يركز على الطالبات والطلبة باعتبارهم الشريك الأساسي في البناء إلى جانب الشركاء الرسميين المنظمين والمحتضنين والداعمين وبالأخص شعبة القانون العام بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، والمركز المغربي للدراسات القانونية والسياسات العمومية، وتمكين مؤسسة جماعية للتنمية البشرية. افتتاح المحاكاة يوم 24 مارس بفضاء المركز الثقافي أحمد بوكماخ كان فرصة لتقاسم وتشارك الأفكار بين مختلف الأطراف المساهمة في هذا البناء، وذلك من خلال كلمات كل من المنسق العام للنموذج يونس اليعقوبي، ورئيس جامعة عبد المالك السعدي د حذيفة أمزيان، وعميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة د محمد يحيا، ورئيس شعبة القانون العام بنفس الكلية د حميد النهري، والرئيسة التنفيذية لتمكين مؤسسة جماعية للتنمية البشرية ذ كريمة قضاوي، ورئيس المركز المغربي للدراسات القانونية والسياسات العمومية ذ إبراهيم الشافعي،. وقد أجمع المتدخلون في الجلسة الافتتاحية على أهمية النموذج وأثره الإيجابي على مسار وشخصية الطالبات والطلبة، وذلك لما يتيحه من فرص لاكتشاف قدرات ومواهب الطلاب في المناقشة والحوار والتواصل والعمل الجماعي بالإضافة لكونه فرصة للتمرن على فن الديبلوماسية والتعرف على أهداف منظمة الأممالمتحدة ومبادئها وطريقة اشتغالها. كما أنه يشكل ملتقى للطالبات والطلبة من مختلف الشعب والمستويات، حيث يشكل فرصة للتعارف وتكوين صداقات وعلاقات إنسانية فيما بينهم. النقاش دار في اليوم الأول حول الموضوع العام للنسخة الأولى: الأمن والاستقرار في المجتمع الدولي. من خلال الخطابات التي قدمها وناقشها الطلبة والطالبات الذين تقمصوا أدوار سفراء الدول الخمسة عشر التي تمت محاكاتها في هذه النسخة. أما اليوم الثاني فقد كان فرصة لجميع المشاركين المئة والثلاثين لمناقشة المواضيع الفرعية داخل اللجان الستة التي تمت محاكاتها في النسخة الأولى وذلك بفضاء كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية. وكانت المواضيع التي ناقشها الطلبة والطالبات الذين تقمصوا أدوار سفراء ومندوبي الدول كالآتي: – مجلس الأمن: حصار دولة قطر. – محكمة العدل الدولية: نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس. – لجنة حقوق الإنسان: مقتل الصحفي جمال خاشقجي. – لجنة نزع السلاح: نزع سلاح الدمار الشامل. – اللجنة الاقتصادية والاجتماعية: النهوض بالقطاع التعليمي وإدماج الشباب في الإبداع وريادة الأعمال. – منظمة الصحة العالمية: الوضع الصحي في البدان النامية. وقد كان النقاش فعالا وجادا وساخنا في اليوم الثاني بين المشاركين والمشاركات الذين أبانوا عن قدرات ومهارات عالية في البحث والتحليل والدفاع عن المواقف والأفكار، كما أن هذا اليوم كان فرصة للاستمتاع بالجو المرح الذي خلقه المشاركون داخل فضاء الجامعة. أما اليوم الثالث والذي نظم بفضاء المركز الثقافي أحمد بوكماخ فقد كان فرصة لتقديم حصيلة كل لجنة على حدة من طرف رؤساء اللجان، كما كان فرصة لتتمة النقاش الذي كان دائرا في مجلس الأمن، وكذا فرصة لإبداء الرأي في القضية المعروضة على محكمة العدل الدولية في إطار المحاكاة. ليختتم النموذج بكلمات ختامية للشركاء والمنظمين الذين عبروا عن انبهارهم وإعجابهم بالمستوى التنظيمي لهذه النسخة والذي سهر عليه طلبة وطالبات قدموا الكثير من وقتهم وجهدهم لإخراج النموذج في أبهى حلة، حيث أدلى د عبد الله أشركي أوفقير بكلمة نيابة عن عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، إلى جانب د حميد النهري و ذ إبراهيم الشافعي و ذة كريمة قضاوي. وقد كانت هذه الكلمات فرصة لتثمين المستوى الذي وصل إليه النموذج ودعوة للتفكير في النسخة الثانية له. وبهذا يكون قد أسدل الستار بشكل رسمي على النسخة الأولى لنموذج الأممالمتحدة بجامعة عبد المالك السعدي، والتي سيتم تخصيص حفل خاص بها في وقت لاحق من طرف المنظمين من أجل تقدير هذا المسار والاستماع لمختلف وجهات النظر التي ستعزز النسخة الثانية، كما أن الحفل سيكون فرصة لتقديم شواهد المشاركة للمشاركات والمشاركين اعترافا بالمجهود المبذول من طرفهم في المحاكاة. وفي نفس الوقت سيكون هذا الحفل فرصة لتقديم رسائل شكر وتقدير لكافة الشركاء والداعمين الذين سهلوا ووفروا الظروف لنموذج الأممالمتحدة بجامعة عبد المالك السعدي في نسخته الأولى.