فرقة أمزيان للمسرح في جولة وطنية عن مسرحية " كلام الليل" المقتبسة من البولوني "سلافومير مروجيك" الكاتب فرقة أمزيان / ياسين بوقراب
في إطار استراتيجية وزارة الثقافة والاتصال بالمغرب – قطاع الثقافة , الهادفة إلى دعم قطاع المسرح، وفي إطار طلبات عروض المشاريع التي أطلقت برسم الدورة الثانية لسنة 2018 ، اجتمعت لجنة دراسة وانتقاء المشاريع الثقافية والفنية في قطاع المسرح يومي 18 و 31 اكتوبر 2018، بمقر مديرية الفنون بوزارة الثقافة و الاتصال- قطاع الثقافة ، لدراسة ملفات طلب الدعم الواردة على الوزارة برسم الدورة الثانية لسنة 2018. وقد خلصت اللجنة، بعد دراسة مشاريع قطاع المسرح المرشحة، والتي بلغ عددها 63 مشروعا، إلى دعم 12 مشروعا، بغلاف مالي قدره 1.635.000درهم .
ولهاذا الغرض تستعد فرقة أمزيان للمسرح بتقديم جولتها المسرحية الوطنية,في العديد من المدن المغربية ، بعرضها الرائع "كلام الليل" الذي اقتبسه الفنان عبد الله انس باللغة الامازيغية " الريفية " عن مسرحية " المهاجرون " للكاتب البولوني " أسلافومير مروجيك ". مسرحية مهاجرون، التي نحن بصددها، تحتل أهمية استثنائية في المرحلة الراهنة، كما أحتلت ذلك قبل خمسة عقود، حيث أصبحت الهجرة البشرية بين الدول معلماً بارزاً ومؤرخا في عالمنا المعاصر. فالمعلومات المتوفرة تشير إلى إن الهجرة الدولية قد وصلت في العام 2010، حسب تقارير منظمة الهجرة الدولية، إلى أكثر من 214 مليون إنسان ، سواء أكانت هذه الهجرة ناشئة عن أسباب سياسية، بما فيها الحروب والنزاعات الإقليمية والحروب الأهلية بمختلف أسباب وقوعها، إضافة إلى القمع والاضطهاد والدكتاتوريات السائدة، أم كانت لأسباب اقتصادية واجتماعية وبيئية. وأهمية مسرحية " كلام الليل " أي "مهاجرون" تبرز، كما يشير الكاتب في نصه الادبي ، إلى طابعها الشمولي، فهي غير محددة بزمان أو مكان ولا بأشخاص بعينهم. فهي قد حصلت وتحصل في كل مكان خارج الأوطان. إنها جزء من حياة الشتات العالمي، حياة الغربة، ولكن علينا أن نعترف بأن الوطن يصبح في أحيان غير قليلة هو زوجة الأب والغربة هي الأم التي تحتضن الغرب كابن أو ابنة لها. ويمكن للكثير من المهاجرات والمهاجرين أن يؤكدوا هذه الحقيقة. المسرحة جزء من الأدب المسرحي الساخر الذي يطلق عليه "الكوميديا السوداء"، لأنها تصور حياة البؤس والفاقة الفكرية والضياع والخواء التي تعاني منها شخصيات المسرحية وتعرضها بروح الساخرة اللاذعة التي لا ترحم وترفض التعاطف مع مثل هذه النوعيات من البشر بهدف محاربة هذه الأخلاقيات والسلوكيات. ويمكن أن نجد هذا الأسلوب في التعبير في الكثير من الأفلام ومنها بشكل خاص بعض أبرز أفلام شارلي شابلن. ومسرحية "كلام الليل " اي"مهاجرون" تتحدث عن ليلة ليلاء في عيد من أعياد الميلاد الذي يتكرر كل عام حيث يحتفل به المسيحيون بشكل خاص. وينقل لنا الكاتب ما يجري من حوار متوتر ومشحون بالعداء والخواء والتعاطف في آن بين شخصيتين مهاجرتين . إنهما شخصيتان متباينتان من حيث الثقافة والعمل، مختلفتان ولكنهما تلتقيان في الضياع. هذان الشخصان يعيشان في غرفة واحدة وينامان على سريرين متقابلين وكل منهما يشعر بثقل صاحبه ولكنهما لا يفترقان، وكأن الحبل السري هو الرابط بينهما.
مسرحية " كلام الليل " من اخراج و سينوغرافيا ,الفنان و المخرج الرائع حفيظ البدري وهو يعتبر من بين المخرجين الذين يشتغلون على مسرح الحالات الإنسانية بلمسة تركيبية وتشكيلية شاعرية, نقصد هنا الطبقة الفقيرة التي تعاني في صمت داخل البيوت المغربية , كما انه خريج المعهد العالي للمسرح و التنشيط الثقافي بالرباط سنة 2000 , وقد تم تشخص ادوار هاته المسرحية كل من الفنان : عبد الله انس و الفنان : ياسين بوقراب الذين يعتبرون الفنانون الوحيدون الذين اشتغلوا من اجل النهوض بحركة مسرحية جادة بمدينة الناظور ,بعد مرحلة من المخاض العسير دامة لمدة 5 سنوات من السبات العميق . اما باقي الاطر الذين لهم فضل كبير في هذا العمل الركحي الناجح , نذكر منهم رئيس فرقة أمزيان للمسرح السيد: محمد أدرغال و المصور الفنان : الياس الدودوحي , و تنفيذ السينوغرافيا والإنارة : عبد الله عدوي , و المحافظة العامة : محمد امين اولقاضي .
من اجل الاطلاع على باقي النتائج المفصلة للفرق المغربية الحاصلة على الدعم ، كما وافقت عليها اللجنة، يمكن الرجوع إلى الموقع الإلكتروني لوزارة الثقافة . www.minculture.gov.ma