( هيسبريديس ) قصص قصيرة من مدينة العرائش، سكان يتحدثون لغة المكان ويحسون إحساس المدينة، هي العرائش، هي حبيبتنا الأبدية. من أجل العرائش... من أجل شباب العرائش... من أجل نساء العرائش... من أجل الحياة... لها صوت لا ندركه بآذاننا، بقلوبنا نسمعه. بهذا الإهداء صدّر ( محمد أمين زريوح ) مجموعته القصصية، لينطلق في اتجاه التعبير عن حبه وولعه بمدينة العرائش، في كل الأوقات، في كل الأزمنة، في كل الفصول... ربما من هنا، تضمن الكتاب أربع قصص فقط، هي: الطيف ( الخريف ) الرحلة ( الشتاء ) قصر الرمال ( الربيع ) الشاطئ ( الصيف ) أربع قصص، مختزلة من حيث الحجم ولكنها فياضة من حيث الإحساس بحب المدينة، والتعبير عن الارتباط الوثيق بالمكان. أول انطباع يمكن أن تكونه في قراءتك الأولية لهذه المجموعة هو الإحاطة الشاملة بمدينة العرائش، تاريخا وجغرافية، وتراثا، ومجتمعا وكل ما يدخل في سياق هذه المكونات. الانطباع الثاني الذي خرجت به في قراءتي للمجموعة هو وجود حاسة شعرية شفافة تتخلل العمل السردي وتعطيه ميسما جماليا تلميحيا خالصا، لست أدري هل قصد الكاتب بهذه الحاسة الشعرية تحطيم سيرورة السرد الحكائية أم أن الأمر مرتبط بذائقة شعرية عفوية تسكن الكاتب. المتصفح للمجموعة يستطيع كذلك تلمس قدرة الكاتب على تشغيل مهارات السرد القصصي والتنويع فيها، مع التركيز على الحوار واللعب بالزمن السردي. ( محمد أمين زريوح ) الذي يشتغل في مجال الهندسة، بعيدا عن الأدب، يستحق الانتباه، هو يمتلك قدرة فائقة على الحكي والتعبير والكتابة باسترسال وأريحية كبيرتين. ( محمد أمين زريوح ) يستحق الانتماء إلى قبيلة الأدباء، لسبب بسيط، لأنه استطاع تجاوز مطبات الكتاب الأول بنجاح. بقيت الإشارة واجبة، فضلا عن أن عنوان المجموعة القصصية ( هيسبريديس ) يحيل على مدينة العرائش، صورة الغلاف كذاك تحيل على مكان له خصوصيات في مدينة العرائش، إنه الشرفة الأطلسية. كلمات للاستئناس: يقول الكاتب: همسات وكلمات بالكاد أسمعها وهي تتخلل أذني مع هبوب الرياح الخريفية لشتمبر الباردة، رياح آتية من مدينة تلوح في الأفق على مصب النهر.