نقابة "سماتشو" ترفع ملتمساً إلى الوزير مولاي حفيظ العلمي
تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، وقام بتعيين السيدة فاطنة لكحيل كاتبة للدولة مكلفة بالإسكان، بمقتضى الظهير الشريف رقم 1.17.07 الصادر في 9 رجب 1438 (7 أبريل 2017) بتعيين أعضاء الحكومة (الجريدة الرسمية عدد 6558 مكرر)، غير أن وزير حكومته في إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة السيد نبيل بنعبد الله، قبل أن يتم خلعه من منصبه، تماطل عمدا في تفويض اختصاصات قطاع الإسكان إلى السيدة كاتبة الدولة لمزاولة مهامها، وقد سبق للنقابة المغربية المستقلة لقطاعات البناء والإسكان والتنمية المجالية، المعروفة لختصارا ب"سماتشو SMASCHU"، العضو في اتحاد النقابات المستقلة بالمغرب USAM، أن استنكرت هذا الأمر واعتبرته شبه غطرسة وعربدة على توجيهات وأوامر ملكية شريفة، وأدرجته ضمن خانة أكبر مظاهر الفساد التي طبعت الحقبة الزمنية التي تولى فيها الوزير المخلوع زمام أمور هذه الوزارة.. وللتاريخ، فإن وزارتنا تعرف هذه الظاهرة لثاني مرة بعد تجربة كاتب الدولة حجاج حجاجي مع وزير السكنى وإعداد التراب الوطني السابق لمفضل لحلو الذي كان يشغل في نفس الوقت مديرا عاما لصندوق الإيداع والتدبير..
ومن طرائف هذا التصرف اللامسؤول والذي تشمئز له النفس، وخاصة إن كان صادرا من وزير تقدمي يجعل من حقوق المرأة أولى مبادئ برنامج حزبه السياسي، نذكر أنه بمناسبة إعلان "سطات مدينة بدون صفيح" يوم الثلاثاء 26 شتنبر 2017، وبمناسبة الكلمة التي ألقاها عامل سطات، السيد لخطيب لهبيل (وليعلم الغافلون أنه من أبناء الوزارة)، توجه ثلاث مرات فيها بالمدح والشكر إلى السيدة فاطنة لكحيل مخاطباً إياها بالسيدة الوزيرة.. وفي كل مرة وبدون حياء ولا حشمة، كان السيد بنعبد الله يهمس في أذنه عن بعد وأمام الملأ: "كاتبة الدولة!، كاتبة الدولة!"!!! قمة المهزلة من لدن رجل يتكلم باسم الدولة المغربية..
ودائما في إطار الإقصاء الممنهج والذي كانت تُحيك وتشبك حباله رئيسة ديوان الوزير السابق، وتسهر عن قرب على تنفيذ كل خطط الإبعاد والتهميش ومنع إقامة أي تواصل بين هياكل القطاع وكاتبة الدولة في الإسكان، وسخّرت لتنفيذ أوامرها مسؤولين يُنعتون بأسماء المديرين، وما يحملون من صفة المدير إلا الاسم والاستفادة من التعويضات والامتيازات المخولة بصفة قانونية أو حتى غير شرعية!!
وخير دليلٍ على ذلك، أنه عند تحضير برنامج المنتدى الوزاري العربي للإسكان والتنمية الحضرية، لم تدرج أي كلمة للسيدة كاتبة الدولة أثناء الجلسة الافتتاحية.. وحتى إذا كان في الأمر تعليمات أو توجيهات خاصة، فإننا اليوم نسائل مديرة "التواصل والتعاون" والتي كانت دميةً بين أيدي "رئيسة الديوان"، لِما لم تعمل على تدارك هذه الهفوة وإصلاح ما أفسده مسؤولوها السابقون؟!! أم أنها لا زالت تخضع إلى الأوامر عن بعد وعن طريق "البلوتوت" أو بواسطة "الرّموت كنترول"؟!! فتولّيها المنصب لم يكن نتيجة كفاءتها المهنية التي أبانت عن محدوديتها وفشل نتائجها في مناسبات عدّة، قدر ما كان من أجل تمرير العديد من الصفقات والطلبيات المشبوهة ليس إلا..
واليوم، فإن نقابة "سماتشو"، باسم موظفي القطاع من مسؤولين وأطر وأعوان، تتوجه بملتمس في هذا الإطار، إلى السيد مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، ووزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بالنيابة، من أجل رد الاعتبار وجبر الضرر ممّا واجهته السيدة كاتبة الدولة من معاناة الإقصاء والتهميش جراء تصرفات ومواقف الوزير السابق وأتباعه، ومن طرف كل من كان يحوم في فلكه، يتودد رضاه ويُنفّذ مُبتغاه..
وطلب الملتمس بسيط جدّاً، فهو يتلخص في أن يُسمح للسيدة كاتبة الدولة بإلقاء كلمة الوزارة بالمنتدى الوزاري العربي للإسكان والتنمية الحضرية، بعد أن يلقي السيد الوزير كلمة الترحاب في حق الوفود المشاركة وتقديم الخطوط العريضة لأهداف المنتدى والتوجهات العامة.. والأمر سيكون سابقة بالنسبة لملتقيات وزراء الإسكان والتعمير العرب من مؤتمرات ومنتديات، حيث إن تم الأمر، ستكون السيدة فاطنة لكحيل أول امرأة مغربية، وزيرة للإسكان تخاطب زملاءها العرب في ملتقى من هذا القبيل.. والله الموفق وهو المستعان..