أصدرت كل من منظمة “هيومن رايتس ووتش”، ومنظمة العفو الدولية بلاغا مشتركا، يدعو السلطات المغربية إلى التخلي عن مساعي حل جمعية “جذور” الثقافية. وقالت المنظمتان إنه على السلطات المغربية أن تتخلى فورا عن مساعيها الرامية إلى حل جمعية “جذور” الثقافية، بسبب تعليقات نقديّة أدلى بها ضيوف في برنامج حواري استضافته الجمعية.
وأوضح البلاغ أن استهداف جمعية “جذور” التي يوجد مقرها في الدارالبيضاء، سببه استخدام مكاتبها لتصوير حلقة من برنامج "1Dîner 2Cons” في 5 غشت الماضي، للتعليق على خطابات الملك محمد السادس وسياساته، في سياق قمع الشرطة المتزايد لاحتجاجات الشوارع، وحصدت الحلقة على أكثر من نصف مليون مشاهدة. وقالت “سارة ليا ويتسن”، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “هيومن رايتس ووتش” إن البرنامج الحواري ‘1Dîner 2Cons' من الفضاءات الحرة القليلة جدا حيث يمكن التعبير عن آراء نقدية بدون رقابة في المغرب. وأكدت المنظمتان الدوليتان في بلاغها المشترك، إنه من خلال سعيها إلى حل الجمعية التي استضافته، تبعث السلطات المغربية رسالة قاتمة إلى ما تبقى من صحفيين ومعلقين أحرار في البلاد، مفادها “الصمت”. واستغربت المنظمتان من قرار حل جمعية “جذور” على اعتبار أنها ليست الجهة التي بثّت البرنامج على يوتيوب، ولم يُنشر البرنامج على موقع الجمعية أو على قناتها على يوتيوب. واستندت المنظمتان على تصريح لرئيس الجمعية “ريمون بنحايم”، صرح فيه أن الجمعية قامت فقط بتقديم مقرها في الدارالبيضاء كموقع لتصوير البرنامج، بناء على طلب من مؤسسَيْه، الصحفيَّيْن أمين بلغازي ويوسف المودن. من جهتها، قالت هبة مرايف مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في”أمنيستي إن “قرار حل جذور هو ضربة هدفها واضح، وهو ترهيب المنتقدين من أجل إسكاتهم”. وأضافت مرايف أنه لا يجب أن يعاقَب أحد للتعبير السلمي عن آرائه أو انتقاده للمؤسّسات. وأبرزت مرايف أنه إذا كانت السلطات المغربية جادة في التزامها الدستوري والدولي بضمان حرية التعبير والعمل الجمعوي، عليها التخلي فورا عن جميع محاولاتها لإقفال “جذور”. وكان عامل الدارالبيضاء “آنفا” قد تقدم بطلب للوكيل العام في نفس المدينة يقضي بحل الجمعية، باعتبار أنها نظمت نشاطا تضمن حوارات تخللتها إساءات واضحة للمؤسسات.