أعلن مسؤولون في إندونيسيا أن عدد قتلى أمواج المد العاتية (تسونامي) التي ضربت جزيرتي جاوة وسومطرة بعد ثورة بركان أناك كراكاتوا ارتفع إلى 281 ضحية الاثنين فيما يستخدم عناصر فرق الإنقاذ المعدات الثقيلة وأيديهم العارية في البحث عن ناجين. وأكد المتحدث باسم هيئة مكافحة الكوارث الوطنية في أندونيسا أن “أعداد الضحايا ستستمر بالارتفاع”. وأصيب المئات في أمواج المد العاتية التي وقعت بدون سابق إنذار تقريبا في وقت متأخر السبت عند مضيق سوندا. واضطر ما يزيد على ثلاثة آلاف من السكان إلى الانتقال لأراض مرتفعة، مع استمرار التحذير من ارتفاع المد حتى الثلاثاء.
وقد شهدت إندونيسيا سقوط أكبر عدد من القتلى خلال عام نتيجة الكوارث فيما يزيد على عشر سنوات. فقد سوت زلازل مناطق من جزيرة لومبوك السياحية بالأرض في يوليوز غشت وأسفر زلزال وتسونامي عن مقتل أكثر من ألفي شخص على جزيرة سولاويسي في سبتمبر عمليات الإنقاذ متواصلة واستخدم مسؤولون في البحث والإنقاذ أيديهم العارية وبعض الآلات الثقيلة لرفع ركام المباني اليوم الاثنين. وتدفقت المساعدات الحكومية وغير الحكومية على باندجلانج، وهي المنطقة الأكثر تضررا على الساحل الغربي لجزيرة جاوة. كانت الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث قد أعلنت الأحد أن عدد القتلى بلغ 222 وأصيب 850 وصار 28 في عداد المفقودين، لكنها رفعت عدد القتلى إلى 281 صباح الاثنين. وقال مسؤول من الوكالة في إقليم بانتين للصحفيين إن معظم الضحايا من الإندونيسيين الذين كانوا يقضون العطلات. وذكر دودي ديورادي وهو قائد عسكري في المنطقة إن الأفراد والمتطوعين تلقوا إفادة بالبحث عن الضحايا على امتداد ما لا يقل عن 100 كيلومتر على الساحل. وأعاد وقوع أمواج المد العاتية قبل عطلة عيد الميلاد إلى الأذهان ذكريات تسونامي المحيط الهندي الذي وقع بسبب زلزال يوم 26 دجنبر 2004 وأسفر عن مقتل 226 ألف شخص في 14 دولة بينهم ما يزيد على 120 ألفا في إندونيسيا. وظلت بعض الطرق مغلقة بسبب الحطام، وهمت العائلات بمغادرة المنطقة خوفا من حدوث أمواج مد أخرى. ومن المقرر أن يزور المنطقة اليوم الاثنين الرئيس جوكو ويدودو الذي سيخوض الانتخابات في أبريل نيسان للفوز بولاية جديدة. وسجلت صور عرضها التلفزيون لحظات اجتياح أمواج المد العاتية للشاطئ ومناطق سكنية في مدينة باندجلانج على جزيرة جاوة حيث جرفت في طريقها الضحايا والحطام وقطعا خشبية ومعدنية كبيرة. وقال سكان في مناطق ساحلية لوسائل إعلام إنهم لم يروا أو يشعروا بأي إنذار للكارثة كانحسار المياه أو وقوع زلزال قبل أن تجتاح أمواج يتراوح ارتفاعها بين مترين وثلاثة أمتار الشاطئ.