بدأ طلبة جامعيون من نشطاء الحركة الثقافية الأمازيغية المعتقلون بسجن تولال 1 في مدينة مكناس (وسط المغرب) في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم الخميس 13 أكتوبر 2011 احتجاجًا منهم على ظروف محاكمتهم التي وصفتها مصادر قانونية بغير العادلة. وحسب ما جاء في رسالة لهم من داخل السجن توصلت "العرب اليوم" بنسخة منها، يرفض هؤلاء الطلبة إقحامهم من قبل السلطات القضائية "وسط معتقلي الحق العام، ضاربة عرض الحائط المطالب التي رفعناها إليها في عدة مناسبات، ولعل آخرها يوم 26 شتنبر 2011". يذكر أن هؤلاء المعتقلين الطلبة يتابعون بتهمة القتل بعد حصول مواجهات دامية بين فصيلين طلابيين في وقت سابق هما الطلبة الأمازيغ وما يعرف بفصيل طلبة النهج القاعدي في الجامعات المغربية. وجراء تلك المواجهات، توفي طالبان من التيار القاعدي واحد بمدينة الراشيدية (جنوب شرق المغرب) وآخر بمدينة مكناس (وسط المغرب). وجاء في ذات الرسالة أن سبب إقدام هؤلاء الشباب على مغامرة الدخول في إضراب عن الطعام يأتي "بعد نفاد كل المحاولات الحوارية التي أجريناها مع المسؤولين الإداريين، حول الوضعية المزرية التي نعيشها، نحن معتقلي القضية الأمازيغية" وحسب ذات المصدر، يخبر الطلبة المعتقلون "كل المناضلين الأحرار، أننا على أتم الاستعداد للاستشهاد، ودخول التاريخ من أبوابه الواسعة. لهذا نطالب من الحركة الثقافية الأمازيغية والحركة الأمازيغية عامة، وكل المنظمات، والجمعيات الحقوقية، النزول إلى الشارع بشكل مكثف، وخوض كل الأشكال النضالية الحديثة : تظاهرات، احتجاجات، اعتصامات... وذلك من أجل إطلاق سراحنا، وإعادة الاعتبار لنا نحن المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية". ولقي هذا النداء الموجه من خلف القضبان التضامن الواسع من قبل فاعلين جمعويين وسياسيين وحقوقيين وخاصة في أوساط شباب الفايسبوك. سيما وأن المتضامنين اغتنموا للتبليغ بمعاناة الطلبة المعتقلين مناسبة نظمها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (مؤسسة أكاديمية ذات طابع استشاري) احتفاء بالخطاب الملكي الذي كان العاهل المغربي الملك محمد السادس دعا فيه إلى الاهتمام بالثقافة الأمازيغية وإنشاء معهد خاص لهذا الغرض فيل/أكتوبر 2001 أي قبل 10 سنوات. الأصوات الشبابية التي تدخلت، في هذا الإطار أحرجت المسؤولين على المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، اعتبارًا لأنهم كانوا في وقت سابق مناضلين من أجل نفس الثقافة التي أعتقل من أجلها هؤلاء الطلبة. وفي سياق الاستجابة لمطالب المعتقلين المضربين عن الطعام، طالب حسن إيدبلقاسم المحامي بهيئة المحامين بالرباط عميد المعهد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الدكتور أحمد بوكوس والأمين العام لذات المؤسسة الحسين المجاهد بإصدار توصية من أجل إطلاق سراح المعتقلين واعتبر "محاكمتهم بغير العادلة". ولم يجب أي من المسؤولين بما يبرر أصلا عزمهما التحرك باتجاه نزع فتيل هذا القضية التي تعيد إلى الأذهان واقعة مماثلة حصلت في فاتح ماي 1994 أي قبل 17 سنة مضت عندما تم اعتقال أربعة شبان أمازيغ بتهمة غير قانونية وهي رفع لافتات في التظاهرة العالمية للعمال مكتوبة باللغة الأمازيغية بمدينة كلميمة التابعة لإقليم الراشيدية.