افتتح مهرجان طنجة للفيلم المتوسطي القصير بتقديم أعضاء لجنة التحكيم التي يترأسها الناقد السينمائي محمد باكريم رئيس الجمعية المغربية للدراسات السينمائية وتكريم فقيد السينما المغربية أحمد البوعناني بعرض شريط "الذاكرة 14" ،الذي يختزل صورا من ذاكرة التاريخ المغربي قبيل عهد الحماية وخلال الاستعمار الى حدود الحصول على الاستقلال. وفي اليوم التالي بدأ عرض الأفلام المشاركة حيث تشارك في المسابقة الرسمية ب 55 فيلم تمثل 20 بلدا متوسطيا وهي كلها أفلام أنتجت خلال 2010 و2011 وتتبارى حول اربع جوائز هي الجائزة الكبرى للمهرجان والجائزة الخاصة بلجنة التحكيم وجائزة الإخراج وجائزة السيناريو ،ويشارك المغرب في هذا المهرجان الذي يحتفي بدورته التاسعة بخمسة أفلام قصيرة .وسيتتبع النقاد والمهتمون بعالم الفن السابع على مدى أسبوع كامل عددا من الأفلام القصيرة إضافة إلى التي تمثل مختلف الاتجاهات والرؤى السينمائية ، ويعرض المهرجان كذلك لبانوراما الأفلام القصيرة المغربية ، كما فتح المهرجان هذا العام فرصة هامة أمام الشباب خريجي المدارس والمعاهد السينمائية المغربية ، حيث شكل طلاب السينما المغربية بدورهم لجنة خاصة لاختيار أفضل فيلم متوسطي قصير . أفلام المسابقة كان للجمهور السينمائي موعد مع عدد من الأفلام القصيرة ، حيث خلقت هذه الأفلام نقاشا واسعا توزعت بين الإعجاب والانتقاد اللاذع أحيانا ومن الأفلام التي لاقت ترحابا في اليوم الأول لعرضها فيلم "كاراكوز" للمخرج الجزائري عبد النور زحزاح و "رحلة بلا عودة اخر مطار فرانكفورت" للمخرج التركي كوكلو يامان و "مقاتلون صغار" للمخرجة البوسنية ايفانا لالوفيتش ، فيلم "موجة " للمخرج التونسي محمد بن عطية من تونس ، وقد ترقب النقاد والسينمائيون عرض الفيلم المغربي "أمواج الزمن " لعلي بنجلون و"مختار " لحليمة ورديغي المغربية المقيمة بكندا ، لكن الفيلمين لم يخلقا ذاك التجاوب والحماس المنشود ،فيبدو أن بنجلون اهتم بالصورة وتقنيات التعامل مع الكاميرا أكثر من اهتمامه بمعالجة المضمون سينمائيا ونفس الملاحظة قد تسري على حليمة التي أرادت أن تعالج ظاهرة التطير من البومة كنذير شؤم في الثقافة المغربية الشعبية لكنها سقطت في الابتذال لتنتصر الخرافة على العقل ولتقدم فرجة قائمة على مظهر فلكلوري يجب تجاوزه بتعامل فني راقي .