المغرب يترأس لجنة التحكيم ويشارك بأربعة أفلام في المسابقة سنة بعد أخرى أصبح مهرجان طنجة المتخصص في الفيلم القصير المتوسطي يرسخ أقدامه في تربة التظاهرات السينمائية ذات الطبيعة الفنية والثقافية وذلك من خلال سعيه الحثيث إلى خلق إطار للتلاقي والحوار وتبادل الخبرات السينمائية بين المبدعين من مختلف بلدان البحر الأبيض المتوسط والعمل على التعريف بجديد الأفلام القصيرة المتوسطية ونشرها على نطاق واسع بالإضافة إلى تشجيع السينمائيين الشباب على تحقيق طموحاتهم الإبداعية والفنية وتوطيد العلاقات بين سينمائيي ضفتي البحر الأبيض المتوسط وتنمية سبل التعاون بينهم . وسنة بعد أخرى أصبح هذا المهرجان يشكل فرصة لاحتكاك المبدعين والنقاد والصحافيين والمهتمين المغاربة بتجارب سينمائية متوسطية نوعية, ومناسبة لعرض المنتوجات المغربية وتعريف ضيوف المهرجان المغاربة والأجانب بها. وهكذا يتضمن برنامج دورة سنة 2008 ( من 23 إلى 28 يونيو ), بالإضافة إلى حفلي الافتتاح : ( الاثنين 23 يونيو ابتداء من السابعة والنصف مساء ) والاختتام ( السبت 28 يونيو ابتداء من السابعة والنصف مساء) بقاعة سينما روكسي, عرض 48 فيلما متوسطيا مشاركا في المسابقة الرسمية ( من 24 إلى 27 يونيو في الثالثة والنصف زوالا والسادسة مساء ) تنتمي إلى 18 بلدا على الشكل التالي : تركيا ( أربعة أفلام ) , المغرب ( أربعة أفلام ), تونس ( أربعة أفلام ) , فرنسا ( أربعة أفلام ) , مصر ( أربعة أفلام ) , اليونان ( أربعة أفلام ) , اسبانيا ( أربعة أفلام ) , ايطاليا ( أربعة أفلام ) , سلوفينيا ( ثلاثة أفلام ) , البرتغال ( ثلاثة أفلام ) , قبرص ( فيلمين ) , لبنان ( فيلمين ) , كرواتيا ( فيلم واحد ) , مالطا ( فيلم واحد ) , سوريا ( فيلم واحد ) , الجزائر(فيلم واحد ) , صربيا ( فيلم واحد ) , البوسنة ( فيلم واحد ) . ومعلوم ان الجوائز الثلاث لهذه المسابقة , وهي الجائزة الكبرى ( = ستون ألف درهم ) وجائزة لجنة التحكيم الخاصة : (= أربعون ألف درهم ) وجائزة السيناريو ( = ثلاثون ألف درهم ) , ستمنحها لجنة تحكيم يترأسها المخرج المغربي الشاب نبيل عيوش وتضم في عضويتها كلا من كريم البوخاري وثريا الحضراوي (من المغرب) وكمال رمزي (من مصر) ونادية سمير (من الجزائر) وجاك كيرمايون (من فرنسا) و ماريا بيلار كازورلا(من اسبانيا). كما يتضمن برنامج هذه الدورة السادسة كذلك فقرة خاصة بالفيلم المغربي القصير (بانوراما) يتم من خلالها عرض 50 فيلما أنتجت سنتي 2007 و 2008 وذلك من 24 إلى 27 يونيو في التاسعة ليلا بقاعة روكسي. ومعلوم أن هذه الأفلام, التي يعرض بعضها لأول مرة بطنجة, هي من توقيع المخرجين الشباب الآتية أسماؤهم: خديجة العلمي، جمال العامري، عبد السلام الكلاعي، فاطمة الزهراء بنعدي، منصف نزيهي، عبد اللطيف حوجيب، مراد الخوضي، سعد التسولي، يوسف بريطل، عبد الواحد موادين، فاطمة الجبيع، محمد نظيف، عبد الواحد مجاهد بوجنان، محمد اليونسي، نوفل براوي، إدريس الإدريسي، فاطمة بوبكدي، عمر كميلي، منير عبار، يوسف عفيفي، رشيد الحايك، إدريس الروخ، رشيد زكي، يونس الركاب، سعيد الفاضلي، أمينة سعد، المهدي الخوضي، سميرة الحيمر، محمد آمين، إكرم النماسي، هشام الجباري و سامي لاياني . وفي شق السينما المتنقلة تم اختيار 27 فيلما مغربيا قصيرا ( من إنتاج 2006 و 2007 ) لعرضها من 24 إلى 28 يونيو الجاري في ثلاث حصص متفرقة بفضاءات السجن المدني والجمعية الخيرية ( الثالثة زوالا) وبالهواء الطلق في حديقة مولاي الحسن وساحات ابن بطوطة والارين و دار التونسي. أما الأنشطة الموازية لهذه العروض السينمائية المتنوعة فتتكون أساسا من جلسات صباحية لمناقشة الأفلام المتبارية (العاشرة صباحا بفندق شالة ) ينشطها تباعا النقاد احمد الجعيدي و عامر الشرقي و عبد البصير الاسماعيلي و حميد العيدوني , ودرس سينمائي يلقى يوم السبت 28 يونيو ابتداء من العاشرة صباحا بفندق شالة ... وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن مهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة هو من تنظيم المركز السينمائي المغربي بتعاون مع الغرف المهنية وبعض الجمعيات المنتمية إلى قطاع السينما ببلادنا, ويرأسه المدير العام للمركز المذكور الناقد السينمائي نور الدين الصايل ويشرف على إدارته الفنية الناقد محمد باكريم (= الموظف بنفس المركز ) . وفيما يلي الافتتاحية التي يتضمنها كاتالوغ المهرجان : ( تعتبر الدورة السادسة لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي تأكيدا جديدا على سداد وصواب الاختيارات التي قادت إلى خلق هذا المهرجان وتطوره , وبذلك أصبحت طنجة تفرض نفسها كعاصمة للفيلم القصير المتوسطي وتمثل في ذات الوقت واجهة تعكس حيوية وإبداع الفيلم القصير المغربي . إن عدد الأفلام المشاركة وعدد البلدان الحاضرة هذه السنة يدلان على أن المهرجان قد نال ما يستحقه من سمعة وحظوة , ولعل ما يمنحنا من جديد فرصة للتعبير عن ثقتنا في مستقبل التجارب السينمائية لبلدان حوض الأبيض المتوسط هو ولع الشباب المتوسطي الذي جعل من الفيلم القصير وسيلة للتعبير عن الذات والانفتاح على الغير ) . أحمد سيجلماسي ( ناقد وباحث ) بوزنيقة في، 15 / 06 / 08