كشف موقع "ويكيليكس" مضمون مراسلة دبلوماسية أميركية سرية، محررة في نواكشوط في العام 2007، ومرتبطة بلقاء مع المنشق عن البوليساريو السالك المحجوب، وتنقل عنه ربطه بين قادة البوليساريو بالاغتناء والارتباط بأنشطة التهريب والمتاجرة بالمخدرات ودعم الإرهاب، واصفًا إياهم بأنهم "مجموعة من الفاسدين". وقال السالك ضمن لقائه مع الأميركان بالعاصمة الموريتانية، ضمن حديثه عن قادة البوليساريو "تركيزها غير منتظم على اغتناء المال، دون تمييز بين الطرق سواء كانت قانونية أو غيرها" وأردف بأن هذا يؤدّي إلى "تصاعد أنشطة التهريب، والمتاجرة بالمخدرات، ودعم الإرهاب، رغم غياب روابط مباشرة ما بين البوليساريو والقاعدة ووجود تقاطع مصالح فيما بينهما متجسدة في تجارة المخدرات. البرقية المكشوف عنها من لدن "ويكيليكس" أوردت بأن السالك "طلب التمويل للنشاط الإعلامي لمنظماته في المخيمات"، كما وصف قيادة الجبهة عامة، و على رأسها محمد عبد العزيز، بأنهم مجموعة من الفاسدين و الراغبين في الوضع الحالي الذي يأتيهم بنفع أكثر مما هم مهتمين بأوضاع الشعب الصحراوي. السالك أقرّ أيضا للأميركيين بأن "75% من الصحراويين لا تتجاوز أعمارهم ال35 سنة، ولدوا في المخيمات" كما اعتبر الغالبية "محبطة سياسيًا من الطريقة التي ينتفع بها رئيس البوليساريو عبد العزيز لنفسه من الوضع الراهن برفع كبير في الثراء".. وأردف: "بعض زملائي كانوا يمتلكون عشرين رأسا من الأغنام في بداية المرحلة، و الآن يمتلكون خمس سيارات تويوتا نتيجة لبيع مواد مساعدات الاممالمتحدة الموجهة للاجئين و خاصة التهريب المتزايد للمخدرات"، كما أن "الجيل الجديد من الشباب الصحراوي، المتأثر من السياسة الحالية، يتحول بطريقة متزايدة إلى الأنشطة غير قانونية ويرتمي من أجل المال في أحضان أي كان بما في ذالك تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي . وأورد السالك المحجوب ضمن ذات الموعد الذي استرعى اهتمام الأميركيين، بأن التنظيم الانفصالي الذي ينشط ضدّ المغرب "قلق من التقارب المرصود ما بين الجنرال الموريتاني ولد عبد العزيز والمسؤولين المغاربة. كما عبّر السالك المحجوب للأميركيين عن وجود قلق للبوليساريو مما تشهده موريتانيا من تطورات، ورد ذلك إلى التواجد الكبير ل "الصحراويين" على التراب الموريتاني، وكذا "علاقاتهم الشخصية و العرقية المتجذرة مع موريتانيا أكثر مما هي مع الجزائر"، وأردف: "البوليساريو قلقت من انقلاب 6 أغسطس/آب للجنرال عبد العزيز لما يعرف عنه من علاقاته القريبة بالرباط.. فقد كان هناك دائمًا تواجد لمسؤولين ساميين من أصول صحراوية في الحكومة و الجيش الموريتانيين، إلا أن ذلك تغير مع حكومة عبد العزيز. إلاّ أن البوليساريو لا تزال مطمئنة، بطريقة ما، لعلاقاتها التجارية مع عسكريين ساميين من موريتانيا، خاصة فيما يتعلق بالتهريب و المتاجرة بالمخدرات. ونقلت الوثيقة أيضًا قول السالك أن المغرب قاوم بشدّة تنصيب كريستوفر روس مبعوثًا خاصًا للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة. واعتبر ذلك "مقاومة إيحاء بقدرة المغاربة على فرض مبعوث خاص بكل سهولة، تمامًا كما فعل الجزائريون".. وزاد ما اعتبره "تفضيل المغرب لمبعوث من دول العالم الثالث حتّى يتمكّن من شرائه"