تحليل إخباري* عين العاهل المغربي الملك محمد السادس عبد الحق المريني مؤرخاً للمملكة بدلاً من زميله بالدراسة حسن أوريد. الدارالبيضاء: بشكل مفاجئ، أعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة المغربية أن العاهل المغربي الملك محمد السادس عين عبد الحق المريني مؤرخا للمملكة المغربية، وعين جواد بلحاج مديرا للتشريفات الملكية والأوسمة. ولم يشر الخبر الذي بثته وكالة الأنباء الرسمية، وفق بيان للتشريفات والأوسمة، إلى مصير مؤرخ المملكة السابق حسن أوريد، 47 سنة. وعللت التشريفات تعيين المريني في منصب مؤرخ المملكة "لما أسداه من خدمات جليلة، طيلة خمسين سنة، للعرش العلوي المجيد، ولما تحلى به من كفاءة واقتدار في البحث العلمي في تاريخ المغرب وأدبه وحضارته ولما أبان عنه من ولاء متين للعرش العلوي المجيد وإخلاص مكين لمقدسات الأمة وثوابتها". خلفيات إبعاد زميل الملك في الدراسة لم تتسرب إلى الصحافة الرسمية صورة عن هذا التعيين، وهو ما يعطيه طابع المفاجأة، لا سيما أن مؤرخ المملكة السابق، حسن أوريد، لم يمض على تعيينه في هذا المنصب سوى سنة (عين في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2009). وكان أوريد زميلا للعاهل المغربي محمد السادس في الدراسة سواء في الأقسام التحضيرية الأولى أو في مرحلة الثانوية. وفي بداية حكم الملك سنة 1999 عين حسن أوريد، في محاولة لانفتاح القصر على الصحافة، ناطقا رسميا باسم القصر الملكي، وهي أول مرة يستحدث فيها هذا المنصب في المغرب، وبعد ذلك سيبعد عن هذا المنصب دون أن يخلفه أحد، ليتم تعيينه في منصب والى جهة مكناس تافيلالت (محافظ). ولكن مرت سنوات ليتم إبعاده عن هذا المنصب دون أن تسند له مهمة معينة، ظل على هذا الوضع لفترة قبل أن تسند له مهمة جديدة، وهي "مؤرخ المملكة" خلفا للراحل عبد الوهاب بلمنصور. حسب مصدر مطلع، فإن إبعاد أوريد جاء نتيجة صراع المحيط الملكي، فقد كانت علاقته بفؤاد عالي الهمة، صديق الملك وزميله في الدراسة (طبعا زميل حسن أوريد) متوترة "بدأ التوتر منذ تعيينه في منصب ناطق رسمي" يؤكد المصدر ل"إيلاف". استمر الصراع وقد حاولت جهات تأليب الملك عليه بعد استضافة مركز "طارق بن زياد" لندوة حول تراجع حريات الصحافة في المغرب، رغم أن أوريد كان أعلن، في اجتماع رسمي تلاه بيان، في فترة سابقة، عن رغبته في التنحي عن رئاسة هذا المركز الخاص بالأبحاث والدراسات ليتفرغ بشكل كامل للمهمة التي أسندها له الملك، فإن جهات في الدولة عابت عليه تنظيم لقاء مثل هذا. المؤرخ الجديد عبد الحق المريني معروف من الحرس القديم، ورثه الملك الشاب عن أبيه الملك الراحل الحسن الثاني، صمد لكثير من العواصف ونجح في فرض البروتوكول رغم دعوات البعض بالتخلي عن بعض طقوسه التي تعود إلى القرون الوسطى. منصبه هذا سيتكلف به شاب جديد. بروتوكول جديد التعيين الثاني الجديد هو تعيين مدير التشريفات الملكية والأوسمة، يتعلق الأمر بعبد الجواد بلحاج. ولد بلحاج في 13 أغسطس آب سنة 1955 بالرباط. وفق وكالة الأنباء الرسمية، فإنه حاصل على شهادة الباكالوريا في العلوم الاقتصادية من ثانوية "ديكارت" (البعثة الفرنسية بالمغرب) (1978) ودبلوم الدراسات الجامعية العامة والإجازة في العلوم الاقتصادية من جامعة نانسي (1979 /1981) وكذا شهادة التبريز في تسيير المقاولات من نفس الجامعة (1982 /1983) لينال بعد ذلك دبلوم السلك الثالث للدراسات العلمية المتخصصة في مجال التسيير التجاري والتدبير بالمعهد التجاري التابع لجامعة نانسي (1983 /1984) وقد تقلد بلحاج عدة مناصب منها رئيس مصلحة الاستقبالات الرسمية بالبرلمان مابين (1986 / 1988) ثم رئيس مصلحة البروتوكول والحفلات الرسمية بالبرلمان سنة 1988 فمدير ديوان وزير العدل ما بين (1993 / 1995) قبل أن يتولى سنة 1995 منصب مدير ديوان وزير الفلاحة ثم مدير ديوان وزير الشؤون الاقتصادية والخوصصة. و بلحاج مكلف منذ شتنبر 1998 بمهمة بالتشريفات الملكية والأوسمة وقد انتخب بلحاج رئيسا للجامعة الملكية المغربية للملاكمة منذ سنة 2002 وهو عضو باللجنة الوطنية الأولمبية المغربية منذ سنة 2006. وشارك بلحاج، الحاصل على عدة أوسمة، في العديد من المؤتمرات والندوات والملتقيات بالمغرب والخارج. وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء. *عن موقع "إيلاف" وبإتفاق مع الكاتب.