مصادر مطلعة ربطت موقف مزوار بحسابات أخرى تتعلق بالتقطيع الانتخابي ومراجعة لوائح المصوتين جدد صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، التأكيد على موقف الحزب المعبر عنه حول تاريخ إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة، والقاضي بعدم القبول بتاريخ 25 نونبر موعدا لأجراء الاقتراع الخاص بانتخاب أعضاء مجلس النواب. جاء ذلك في كلمة ألقاها، أمس الجمعة في بوزنيقة، بمناسبة انعقاد الجامعة الصيفية الأولى للشباب التجمعي المنظمة. غير أن مصادر مطلعة ربطت موقف مزوار بحسابات أخرى تتعلق بالتقطيع الانتخابي ومراجعة لوائح المصوتين. وشدد مزوار، الذي سبق أن قال إن تاريخ 25 نونبر قد يحول دون ترشيحه لأنه سيكون مركزا أكثر على القانون المالي، على أن المغرب في حاجة لمؤسسات تستمد شرعيتها من مقتضيات الدستور الجديد. مصادر مطلعة جدا على الأروقة الحكومية وصفت تبريرات مزوار بأنها "غير مقنعة"، لأن مزوار، نفسه، سبق له أن أعلن عن احتمال إجراء الانتخابات في السابع من أكتوبر، وذلك في وذلك في نهاية شهر ماي الماضي عندما كان في جولة في نيويورك، بل أن مزوار أعلن، في الجولة ذاتها، أن الاستفتاء على الدستور سيجري يوم فاتح يوليوز، وهو ما تم بالفعل. وقالت مصادر، آنذاك، إن إعلان مزوار أربك الحكومة ووزارة الداخلية. كما أشارت المصادر، التي تحدثت لموقع "لكم"، إلى أن مزوار سبق أن طالب رفقة ثلاثة أمناء أحزاب بالتسريع في إجراء الانتخابات في أجل أقصاه متم شهر أكتوبر المقبل، أي ال28 منه". والأحزاب الثلاثة الأخرى هي "الحركة الشعبية" و"الأصالة والمعاصرة" و"الاتحاد الدستوري"، والأخير هو وحده الذي أعلن أن 25 نونبر اختير بالتوافق مع وزارة الداخلية، مناقضا بذلك موقف التجمع الوطني للأحرار الذي قال "إن المنهجية التي تم الاشتغال بها لتدبير المرحلة لم تحترم ما يقتضيه بناء التوافق". غير أن المصادر قالت إن كلا التاريخين، أي السابع من أكتوبر أو متم الشهر ذاته، يتصادفان أكثر مع إعداد ومناقشة القانون المالي. فمزوار، بصفته وزيرا للاقتصاد والمالية، مطالب بتقديم القانون يوم 20 أكتوبر، "وبين الإعداد والتقديم والمناقشة فإن مزوار لن يجد وقتا لحك رأسه"، تقول المصادر ساخرة، قبل أن تشير إلى حسابات أخرى حركت موقف رئيس "الأحرار"، بل أن المصادر ذهبت إلى حد القول إن مزوار، بموقفه ذلك، أي إجراء الانتخابات في أسرق وقت ممكن، يريد أن تستمر الإدارة في اعتماد التقطيع الانتخابي الحالي مع إدخال تعديلات طفيفة، كما يريد أن تظل اللوائح الانتخابية بدون تجديد، وذلك ما قد لا يحصنها من الضمانات الكافية كحذف الأشخاص المتوفين وتفادي التسجيلات المكررة. المصادر ذاتها لم تستبعد أن يكون مزوار ضد إجراء حركة موسعة في أوساط الولاة والعمال، "لأن التاريخين الذين يفضلهما لا يسمحان بذلك"، على حد قول المصادر التي ذكرت بتصريح سابق لمزوار جاء فيه أن تنظيم حفل الشاي التقليدي لتوديع الوزير الأول المنتهية ولايته، عباس الفاسي، سيكون يوم الجمعة 14 أكتوبر، في الوقت الذي توقع أن يحصل حزبه على نسبة 20 في المائة من أصوات الناخبين في الانتخابات التشريعية المقبلة، أي على خمس الأصوات، وهي نسبة لم يسبق أن حصل عليها حزب في المغرب. وكان مزوار بذلك، تقول المصادر، يرشح نفسه خليفة لعباس الفاسي.