اعتقل السلطات الأمنية لمدينة الرباط يوم الأربعاء 17 غشت 2011، 14 مجازا معطلا من صفوف المجموعة الوطنية للمجازين المعطلين والتنسيقية الوطنية للمجازين، كما أصيب العشرات، حالة عشرة منهم وصفت بالحرجة حيث نقلوا على إثرها مستشفى ابن سينا بالعاصمة الرباط لتلقي العلاجات الضرورية، خصوصا أن من ضمنهم حالة دخل فيها معطل في غيبوبة ولا يزال إلى حدود كتابة هذه الأسطر أي حوالي الثانية عشرة من صباح الخميس 18 غشت، وأخر عنده كسر مزدوج على مستوى اليد، حسب ما أكدته اللجنة الطبية للمجموعة الوطنية. ويأتي التدخل العنيف في حق المجازين المعطلين إثر قيامهم بمسيرة جابت شوارع الرباط وذلك احتجاجا على ما أسموه عدم وفاء سلطات العاصمة بوعدها اتجاههم وذلك بفتح حوار لبحث السبل الكفيلة بحل مشاكلهم. من جهة ثانية، استنكر رشيد الحمداوي الكاتب العام للمجموعة هذا التدخل في هذا الوقت الذي ينتظر فيه المغاربة التنزيل السليم للدستور الجديد، وفي الوقت الذي عقد المجازون المعطلون أمالا كبيرة على التغيرات التي كان يفترض أن تحدث في بنية الدولة وبالخصوص في التعاطي الأمني مع المطالب الاحتجاجية الذي أثبت فشله في عدة مناطق من العالم ومنها المنطقة العربية حسب نفس المتحدث، الذي اعتبر أن هذا الأمر لا يمكن إلا أن يؤدي إلى مزيد من التأجيج للوضعية الاجتماعية التي يمكن أن تمس بالسلم الاجتماعي في المغرب كله وليس العاصمة الرباط. وأكد الحمداوي نية المعطلين الاستمرار في احتجاجاتهم حتى تحقيق مطلبهم في الوظيفة العمومية، مجددا تحميله الجهات الوصية المسؤولية لما ستؤول إليه الأوضاع إن هي لم تبادر بمراجعة قرارها وذلك بفتح حوار مسؤول حالا يفضي إلى توظيفهم. من جانبه استغرب محمد برد الناطق الرسمي باسم المجموعة الوطنية، ممارسات المسؤولين الأمنيين للعاصمة بالقول "في الوقت الذي كنا نتباحث معهم سبل الحوار نفاجأ بتدخل عنيف لمختلف القوى الأمنية في حق المعطلين، الذين لا ذنب لهم إلا أنهم يطالبون بالعيش الكريم في وطن يفترض أنه للجميع". واستهجن ذات المتحدث ما أسماه بالالتفاف على مطالب المعطلين بالوعود غير المبنية على أي أسس مؤكدا تشبث مجموعته بالحوار الجدي والمسؤول كمقاربة لحل ملفهم كمجازين معطلين عانوا ويلات البطالة والتهميش لسنين عديدة. جدير بالذكر أن المجازين المعطلين نزلوا للشارع العام للمطالبة بالتوظيف المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية بداية من شهر فبراير الماضي، وأكدت ذات المجموعة في وقت سابق أن رمضان لهذه السنة والمتزامن مع الصيف لن يثنيهم في الاستمرار في احتجاجاتهم مهددين حكومة عباس الفاسي بصيف ساخن. --- تعليق الصورة: أحد الشباب المصابين وقد سقط أرضا