الرأس المدبر سبق له أن قام بعمليات إجرامية أخرى وزار بلجيكا عدة مرات ألقت مصالح الشرطة القضائية، اليوم الثلاثاء بالدارالبيضاء، القبض على الأشخاص الذين يشتبه تورطهم في إطار عملية السطو باستعمال السلاح الناري على مستخدمين بشركة للمجوهرات (أورو ميكانيكا) في فاتح غشت الجاري بالعاصمة الاقتصادية. وأفادت وكالة المغرب العربي للأنباء، نقلا عن مصدر أمني، أن مصالح الأمن تمكنت من فك رموز هذه الجريمة بعد سلسلة من التحريات والأبحاث الميدانية، وتحديد ظروف وملابسات عملية السرقة التي استهدفت مستخدمي هذه الشركة. وبحسب المصدر، فإن الأبحاث كشفت أن الدراجة النارية من نوع (كا تي إم 950 إس إم) ذات السرعة العالية، التي كان يمتطيها أحد الجناة في هذه العملية، وجدت متروكة بطريق أزمور في حدود الساعة الواحدة بعد الظهر من نفس يوم وقوع الجريمة. وأوضح المصر أن هذه الدراجة النارية، التي تقدر قيمتها ب27 ألفا و500 درهم، تعرضت للسرقة في إيطاليا سنة 2009 وتناوب على ملكيتها خمسة أشخاص قبل أن يمتلكها المشتبه به (أ.إم) الرأس المدبر لهذا السطو المسلح. وقال عميد للشرطة، وهو المشرف على الأبحاث، إن التحقيقات التي أجريت ولاسيما مع أحد الذين كانوا يمتلكون هذه الدراجة، مكنت من وضع رسم أولي للجاني لكنه غير دقيق. وأضاف أن رجال الأمن وجدوا ضالتهم من خلال نوع عجلات الدراجة النارية الجديدة، والتي يمتلكها مزود وحيد في السوق المغربية، موضحا أن هذا المزود سيدلهم على البائع بالتقسيط الذي تعرف من خلال الرسم الأولي على المشتبه به، كما تعرف عليه الشخص الذي قام بتركيب العجلات الجديدة بل وكشف عن اسم صاحب الدراجة النارية. وأشار إلى أنه تم إلقاء القبض على الفاعل المفترض بعد مراقبة الأماكن التي كان يتردد عليها ومن بينها مسكنه المتواجد وسط المدينة، مضيفا أن تفتيش شقته مكن من حجز مبلغ مالي يقدر ب128 ألف درهم فضلا عن 86 ألف و500 أورو. كما حجز رجال الأمن، خلال تفتيشهم لمسكن الجاني، الذي كان يتنقل عبر سيارة من نوع (باليو) حتى لا يثير الانتباه، على الخصوص، سلاحا أبيضا وغازا مسيلا للدموع، و113 رصاصة أغلبها من عيار 9 ملمتر، وثلاثة أسلحة نارية من عيار 9 ملمتر، وسلاحا ناريا (سميت) وآخر (ويزون). ويحكي المشرف عن الأبحاث أن العقل المدبر لهذه العملية، الذي كان مستخدما سابقا في مجال الصياغة، قام بالتحضير للعملية ستة أشهر قبل ذلك، حيث قام بمراقبة ورشة الشركة وتتبع تحركات السيارات التي تقوم بنقل المعدن النفيس. وتتبع الجاني ومساعده (أ.ر) -حسب نفس المصدر- وهما يمتطيان الدراجة النارية يوم الجريمة، سيارة الشركة من مكان إقلاعها من الورشة إلى حين وصولها إلى مسرح الجريمة أمام إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة بشارع الرشيدي (وسط المدينة). وأضاف العميد أن الجاني (أ.إم) وجه مسدسه نحو مستخدمي الشركة وأصاب اثنين منهم بطلقات نارية، وتمكن من سرقة 10 كيلوغرامات من الذهب تقدر قيمتها بأربع ملايين درهم. وقال إن الجاني سبق له أن قام بعمليات إجرامية أخرى منها، النصب والاحتيال والتزوير للحصول على تأشيرة الدخول إلى أوربا حيث قام بزيارة بلجيكا عدة مرات. وأوضح عميد الشرطة أن البحث المعمق كشف أن الجاني كان يتحرك رفقة عصابة إجرامية حاولت أكثر من مرة القيام بجرائمها، ففي رمضان من السنة الماضية حاولوا سرقة محل للمجوهرات باستعمال سلاح ناري بمدينة برشيد كما كانوا ينوون سرقة محل آخر بالدار البيضاء. وأشار إلى أن الذهب الذي سرق خلال هذه العملية، التي تعود أطوارها إلى فاتح غشت الجاري، لم يتم استرجاعه، إذ من المحتمل أن يكون قد تم بيعه، موضحا أن الشخص الذي اشتراه سيلقى القبض عليه، فيما ستتم إحالة أفراد هذه الشبكة الإجرامية التي تتكون من أربعة أشخاص، إلى العدالة.