وصف تقرير عن وضعية معتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية في سجن سلا2، أوضاعهم بأنها مأساوية، حيث يعتقل عشرة معتقلين في زنزانة واحدة يقضون بها 24 ساعة على 24 ساعة محرومين من الفسحة ومن الاستحمام وذلك منذ يومي 16 و17 ماي الماضي. ويتعلق الأمر بالمعتقلين المحسوبين على ما يسمى بتيار "السلفية الجهادية"، اللذين سبق لهم أن نظموا اعتصاما فوق سطح سجن الزاكي بسلا، للمطالبة بمراجعة الأحكام الصادرة في حقهم والتي يعتبرونها "ظالمة"، وتم قمع ذلك الاعتصام منتصف شهر ماي وأدخل المعتقلون إلى سجن ملحق بسجن الزاكي بني بمواصفات جعلت نزلائه يشبهونه ب"غوانتنامو المغرب". وجاء في التقرير الذي تم تسريبه من داخل السجن الذي وصفه معدو التقرير ب"غوانتناموالمغرب"، أنه تم منع المصاحف من الدخول إلى السجن،ومنع أهاليهم من إدخال الحلوى والتمر والملابس حيث أن المعتقلين مازالوا يرتدون نفس الملابس منذ زهاء ثلاثة أشهر مع منع مواد النظافة والإستحمام (الدوش). وحسب نفس التقرير الذي توصل موقع "لكم" بنسخة منه فقد "منع الأطفال من تقبيل آباءهم حتى أن المعتقل أحمد كريم أراد أن يسلم على إبنه الصغير البالغ من العمر سنة وثلاثة أشهر فرفض الحراس مما أدى به إلى ضرب وجهه على القضبان الحديدية من شدة غضبه وألمه فنتج عن ذلك أن سقط على الأرض مغشيا عليه بعد امتلاء وجهه بالدم فأتى الحارس وقيد يديه وأخذه إلى زنزانته وأصيبت زوجته بانهيار عصبي فبدأ المسؤول هناك بالصراخ أخرجوا(الكلبة) من هنا...". وقال التقرير إن المعتقلين يعانون من "إهمال طبي تام حتى أن المعتقل أنور مجرار مصاب ببثور جلدية متقيحة ومتعفنة ومعدية بسبب المنع من الاستحمام وعدم تقديم العناية الطبية اللازمة له لا زال يعاني لحد الآن من هذه البثور وسط لامبالاة قاتلة وكذلك المعتقل محمد حاجب طالب بالطبيب ولم تتم الاستجابة له". وأورد التقرير حالة المعتقل أخضيف عبد اللطيف "الذي يعيش بكلية واحدة ضعيفة جدا، وبسبب نوع الأغذية الرديئة جدا والغير الصحية المقدمة لهم من طرف الإدارة والخالية من كل المنافع والمليئة بالأضرار منذ 16 و17 ماي 2011 . فقد أصيب بآلام حادة في أمعائه ومعدته وأصيب بفقر الدم إضافة إلى اشتداد البواسير عليه وارتفاع في ضغط الدم عنده. ومع كل هذه الأمراض فقد تم إهماله بشكل كبير جدا نتج عن ذلك تدهور كبير في صحته وإصابته بنوبات حادة ومتكررة من الآلام في كليته فكان يعالج بحقنه بالمسكنات. ومع ازدياد حالته سوءا أجريت له بعض الفحوصات أثبثت أنه أصبح لديه ميكروب في الكلية ومع ذلك تم التعامل معه بلامبالاة نتج عنها أن أصيب بنوبة آلام في الكلي منذ ليلة الأحد 31 /07/2011 حيث أصبح عاجزا عن الوقوف ويتقيأ كثيرا. وبقي على هذا الحال إلى يوم الخميس 4/08/2011 حيث زادت حالته سوءا ووصلت لدرجة الخطورة حيث أصبح يقيأ دون توقف وارتفعت حرارته بشكل كبير وحصر من البول وآلام حادة ورهيبة في كليته الضعيفة جعلت اثنين من أصهاره المتواجدين معه داخل الزنزانة يصرخون ويطالبون بالطبيب. فكان الجواب أن أخد أحدهم إلى الكاشو الزنزانة العقابية مدة 3 ساعات مقيد اليدين. ومع ازدياد حالة المريض المعتقل أخضيف عبد اللطيف سوءا بدأ كل المعتقلين المتواجدين بسلا 2 بالصراخ والضرب على القضبان والتهديد بالانتحار الجماعي إن لم ينقذ زميلهم ويؤخذ إلى المستشفى. عندها حضر المدير ومعه الطبيب الذي أمر بضرورة نقله إلى المستشفى حالا لأن حالته لم تعد تطيق الانتظار. عندها أخذ إلى المستشفى مقيد اليدين يرتدي ملابس خشنة خاصة بسجناء الحق العام وحتى هم لايرتدونها مكونة من بذلة وسروال مخططة بالأبيض والاسود ملطخة بالقيء منفوش الشعر غير حليق ولامستحم متسخ بات بقيده ليلته تلك في المستشفى حتى أنه أصيب بنوبة قيء فأراد أن يقوم ليتقيأ ولكن لأنه كان مقيدا سقط على وجهه وأغمي عليه. وأجريت له عملية جراحية في صباح يوم الجمعة في كليته ووضع له أنبوب بلاستيكي لإخراج السائل المحصور في كليته. ومنعت زوجته من رؤيته بحجة ضرورة وجود إذن كتابي معها للسماح لها بالزيارة لتذهب إلى إدارة السجن ليخبرها المدير بأنه يمكنها أن تزور زوجها ببطاقة زيارة السجن. ليقال لها في المستشفى أنها تحتاج إلى إذن من دائرة الأمن لأنه أصبح تحت مسؤوليتهم. وهكذا انتهى بها هذا التماطل إلى التأجيل ليوم الاثنين المقبل عندها يمكنها الحصول على الإذن لزيارة زوجها الذي هو بين الحياة والموت". --- مفتاح الصورة: مجموعة من المعتقلين المحسوبين على "السلفية الجهادية"، أثناء اعتصامهم فوق سطح سجن سلا منتصف ماي الماضي