09 غشت, 2018 - 07:46:00 كشف نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، الخميس تاسع غشت الجاري، تفاصيل خطط واشنطن لانشاء قوة فضائية، يمكن أن تصبح الفرع السادس من الجيش الأميركي، وقال أن "الوقت حان للاستعداد لساحة المعركة المقبلة". لكن إنشاء فرع عسكري جديد يتطلب موافقة الكونغرس، وتواجه هذه الخطة بعض الشكوك من عدد من النواب ومسؤولي الدفاع القلقين بشأن تكلفة هذه القوة والبيروقراطية. إلا أن بنس، كان أكيدا في عرضه رغبة الإدارة الأميركية في تطبيق هذه الخطة عام 2020 في نهاية ولاية ترامب الرئاسية. وقال بنس أمام عسكريين في البنتاغون "حان الوقت لكتابة فصل جديد في تاريخ قواتنا المسلحة والاستعداد لساحة المعركة المقبلة حيث سيدعى الاميركيون، وهم الأفضل والأكثر شجاعة، إلى تجنب موجة جديدة من التهديدات لشعبنا وأمتنا والتغلب عليها". وأضاف "حان الوقت لإنشاء قوة الولاياتالمتحدة للفضاء"، مؤكدا على دعوة ترامب للكونغرس باستثمار 8 مليارات دولار إضافية في أنظمة الفضاء الأمنية الأميركية خلال السنوات الخمس المقبلة. وأوضح أن التحضيرات جارية لتكون هذه القوة الفضائية الفرع السادس للقوات المسلحة. وعقب كلمة بنس، قال ترامب في تغريدة "القوة الفضائية بالتأكيد". يعكس إنشاء قوة فضاء أميركية التغير الكبير في واقع دور الفضاء في الأمن القومي. عندما أدلى الرئيس الاميركي الراحل جون كينيدي بخطاب في 1962 يوضح فيه لماذا ترسل أميركا رجالا إلى القمر، قال عبارته الشهيرة "لا يوجد نزاع، ولا انحياز ولا نزاع قومي في الفضاء الخارجي بعد". ولكن وبعد 56 عاما أصبح الفضاء يلعب دورا فعالا في كل مجالات الحرب الحديثة، حيث تعتمد العديد من التقنيات العسكرية على شبكة من المجسات والأقمار الاصطناعية التي تسبح في مدار الأرض. وقال بنس إن إنشاء قوة فضاء مستقلة أمر أساسي لمواجهة روسياوالصين اللتين تعملان "بشكل جاد" لبناء قدرات مضادة للأقمار الاصطناعية. وقال ان "الصينوروسيا تجريان نشاطات متطورة للغاية في المدارات من المحتمل أن تمكنهما من جعل أقمارهما الاصطناعية تقترب من أقمارنا وهو ما يشكل أخطارا جديدة غير مسبوقة على أنظمتنا الفضائية". وقال البيت الأبيض في بيان أن "الرئيس ترامب يعرف أن الفضاء هو جزء من طريقتنا الأميركية في الحياة وازدهارنا الاقتصادي، وهو مجال مهم لدفاعنا الوطني". وفي الوقت الحالي فإن القوات الجوية تشرف على معظم القدرات الفضائية، ويقلق بعض المسؤولين من أن مهمة القوة الفضائية قد تكون مشابهة وتتسبب بخلاف بين القوات الجوية والفضائية. ونظرا لمخاطر المحيطة ببناء فرع جديد في الجيش، فإن هذه المسألة من المرجح ان تتحول الى موضع جدل. كتب السناتور الديموقراطي بريان شاتز على تويتر أن قوة الفضاء "لن تحدث". وأضاف السناتور من هاواي أنه لن يكون هناك أي جمهوري مستعد لأن يقول لترامب أنها "فكرة غبية"، مضيفا أنه "من الخطير أن يكون لدينا قائد لا يمكن اقناعه بالعدول عن أفكار مجنونة". ويتكون الجيش الأميركي من القوات البري ة (يو أس آرمي) والقوات الجوية (يو أس إير فورس) والقوات البحرية (يو أس نايفي) ومشاة البحرية (المارينز) وخفر السواحل. تحدث بنس عن مجموعة من الخطوات التي سيتخذها البنتاغون قبل إنشاء قوة الفضاء ومن أهمها إنشاء قيادة جوية وهو جهاز تنظيمي جديد يضم اعضاء من الفروع العسكرية الحالية. ويقسم الجيش الاميركي الكبير العالم إلى قيادات متعددة مثل القيادة الوسطى في الشرق الأوسط، أو قيادة الهند والمحيط الهادئ في آسيا، ولذلك فسيتم تقسيم قوة الفضاء بشكل مماثل. وستتطلب هذه القيادة مقرا جديدا وتغييرات تنظيمية كبيرة. وأرسل البنتاغون تقريرا إلى الكونغرس الثلاثاء يوضح فيه تفاصيل الخطوات المطلوبة لتنفيذ أمر ترامب. ويوضح التقرير كيف أن الجيش الأميركي يتعرض لخطر في الفضاء لأن الخصوم يسعون إلى امتلاك قدرات "مضادة في الفضاء" لتحييد الأقمار الاصطناعية الأميركية خلال النزاع مثل التشويش عليها أو قرصنتها. وافاد التقرير "من الضروري أن تطور الولاياتالمتحدة سياساتها وعقيدتها وقدراتها لحماية مصالحنا" وهذا الأسبوع قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إن بنس هو رجل ترامب لقوة الفضاء، وأن مسؤولي البنتاغون يعملون بشكل وثيق مع مكتبه. ولكن العام الماضي أعرب ماتيس عن شكوكه ازاء ضرورة إنشاء قوة فضاء مستقلة. وفي رسالة الى الكونغرس، كتب إنه "لا يرغب في إضافة خدمة منفصلة من شأنها أن تقدم نهجا أضيق وحتى أقل أهمية للعمليات الفضائية"، مضيف ا أنها ستخلق بيروقراطية وتكلفة إضافية. إلا أنه أبدى دعمه الكامل لفكرة إنشاء قيادة جديدة للفضاء الثلاثاء. وقال "علينا التعامل مع الفضاء على أنه ساحة قتال تتطو ر، وبالتأكيد فإن القيادة القتالية هي إحد الأمور التي ي مكننا إنشاؤها". وبعث البنتاغون بتقرير إلى الكونغرس الثلاثاء يحمل تفاصيل الخطوات اللازمة لتنفيذ أمر ترامب.