29 ماي, 2018 - 09:24:00 كشف خالد الصمدي كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي إن الوصلة الإشهارية لمجموعة "الضحى"، داخل فصل دراسي تحمل ثلاث رسائل سلبية خطيرة لدى التلاميذ والمدرس والمدرسة. وكتب الصمدي في تدوينة له، نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، أن أولى هذه الرسائل السلبية ان الاستاذة تخدع التلاميذ لانها تفكر في حل مشاكلها على حساب تعليمهم، وثانيها أن التلميذ المجتهد مغبون لأنه قام بمجهول وكان ينتظر تنويه المدرسة به، فإذا بها تفر من أمامه كالبرق بمجرد سماع الجواب ،وتتركه غارقا في استغرابه نادما على مجهوده، وربما احس بالشماتة امام زملائه. أما ثالث هذه الرسائل وأخطرها إهانة المدرس واحتقاره بتقديمه في صورة من يكون مستعدا كي يلقي بالعملية التعليمية برمتها في البحر، إذا ما لاحت له مصلحة شخصية . وأضاف الصمدي أن "المشهد الثاني حينما تسود في الفصل الدراسي همهمات وضحكات لا يدري المدرس مصدرها وكلما التفت وهو ينظر بحزم الى التلاميذ عاد الفصل الدراسي الى الهدوء، ويتكرر المشهد لينتبه في نهاية المطاف إلى أن السبب هو استهلاك التلاميذ لمنتوج تجاري بعد تبادله تحت الطاولات، وحين يضبط أحد التلاميذ متلبسا باستهلاك المنتوج ويشرع في تأنيبه بما يمليه عليه ضميره من حزم وانضباط، يمده أحدهم بسرعة بقطعة من المنتوج لا يملك نفسه أمامها فيلتهمها بنهم شديد ليتحول في لحظات الى مجنون يتلوى في مظهر مخجل وقد تخلى عن تلكم الصورة المثالية للمدرس المحترم الحازم، ثم تسود القسم بمشاركة الجميع هستيريا وموسيقى صاخبة تنتهي بظهور غلاف المنتوج على الشاشة". واعتبر الصمدي أن هذا المقطع الاشهاري "لا يقل سوءا وانتهاكا لحرمة المؤسسة التعليمية من سابقه، فالمدرس هنا مستعد ليتحول الى كائن غريب بمجرد الحصول على قطعة شوكلاتة، وأنه لا يعدو أن يكون متخفيا وراء صورة زائفة من الجد الموهوم والحزم المزعوم، فأمعنوا في إثارته وسترون عجبا. وخلص الصمدي أن هاته النماذج من الإشهارات تنتهك فيها حرمة المدرسة والعملية التعليمية بصورة فجة، وتضرب عرض الحائط بكل المجهودات التي يبذلها جميع الغيورين في سبيل استعادة المدرسة لقيمها القائمة على تقديس العلم واحترام فضائه وترسيخ قيم الاحترام في علاقة التلميذ بمدرسته، والاسهام في تمييع صورة المدرسة التي يتباكى الجميع اليوم على تدهور وضعيتها دون أن تجد بعض العلامات التجارية حرجا في ما تق به ، بل تزيد الوضع قتامة وسوءا بإلقاء الملح في جروحها. وهاجم الصمدي هؤلاء كاتبا:، يقبل بعض الممثلين المأجورين الانخراط في تأبين المدرسة ودفن ما تبقى من القيم فيها، كل ذلك مقابل ربح مادي ملوث بانتهاك حرمة أقدس مكان لصناعة الإنسان على مر الزمان. وأطلق الوزير نداءه: أوقفوا العبث ( قيلو عليكم المدرسة وسيروا ديروا الاشهار فالتيساع )، وسأقوم بواجبي وما تمليه علي مهمتي، عسى أن تستفيق ضمائر هذه الشركات وهؤلاء الممثلين والقنوات التلفزية وكتاب السيناريو وشركات الإشهار كمسؤولين مباشرين عن هذا العبث، لان الارتقاء بالتعليم مسؤولية مجتمع ، ولا قيمة لمجتمع يستجيب لاستهلاك منتوج تجاري ينشد ربحا زائفا بإهانة المدرسة.