وكالات 10 فبراير, 2018 - 11:40:00 شهدت سوريا صباح السبت 10 فبراير 2018، تصعيداً عسكرياً كبيراً تخلله إسقاط طائرة إسرائيلية من طراز "إف-16" بنيران من داخل الأراضي السورية. واعترف الجيش الإسرائيلي بأن مقاتلة حربية تابعة له أُسقطت في أثناء تنفيذها ضربات داخل سوريا، وعادةً ما كانت تل أبيب تنفي تعرُّض سلاحها الجوي لاستهداف خلال عملياته في سوريا. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، نشر في صفحته على موقع "تويتر" تفاصيل التصعيد العسكري، مشيراً إلى أن بدايته كانت مع "اعتراض الجيش الإسرائيلي بنجاح، من خلال مروحية حربية، طائرة إيرانية من دون طيار، أُطلقت من سوريا واخترقت الأراضي الإسرائيلية". وأشار إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية رصدت الطائرة الإيرانية في مرحلة مبكرة، وظلت تحت المتابعة حتى تم إسقاطها. وأوضح أن الطائرة الإيرانية انطلقت من مطار "تيفور" في منطقة تدمر التابعة لمحافظة حمص (وسط سوريا). وقال أدرعي إن الطائرة الإيرانية أُسقطت من قِبل مروحية أباتشي، وإنها سقطت داخل إسرائيل. ورداً على ذلك، أغار الجيش الإسرائيلي على أهداف إيرانية في سوريا، وأشار المتحدث باسم الجيش إلى أنه تم استهداف عربة إطلاق الطائرة الإيرانية وتم تدمير الهدف. وخلال قصف مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف-16" داخل الأراضي السورية، تعرضت المقاتلة لنيران أسقطتها، وقال أدرعي إن "الطيارين بخير وصحة جيدة". وفي وقت سابق من صباح السبت، انطلقت صافرات إنذار في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان، وقال أدرعي إن "سبب ذلك نيران سورية أُطلقت باتجاه طائراتنا". واعتبر أدرعي الحادث هجوماً إيرانياً على سيادة إسرائيل. وقال إن "إيران تجر المنطقة نحو مغامرة لا تعلم كيف تنتهي. ننظر ببالغ الخطورة إلى إطلاق النيران السورية باتجاه طائراتنا. كل من تورط في إطلاق الطائرة دون طيار استُهدف". تصعيد كبير ويأتي هذا التصعيد بعد 3 أيام على إعلان التلفزيون السوري الرسمي أن قوات النظام "تصدَّت يوم الأربعاء الماضي" لهجوم صاروخي إسرائيلي، استهدف مركز بحوث جمرايا، الذي يُشتبه في كونه مركزاً لتطوير الأسلحة الكيماوية. وحذرت إسرائيل، السبت 10 فبراير 2018، من أن إيرانوسوريا "تلعبان بالنار"، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، إن إيرانوسوريا "تلعبان بالنار بارتكابهما مثل هذه الأعمال العدوانية"، مؤكداً: "إننا لا نسعى إلى التصعيد، لكننا جاهزون لمختلف السيناريوهات، ومستعدون لجعلهما يدفعان ثمناً باهظاً" على مثل هذه الأعمال. من جانبه، قال التحالف الموالي للنظام في سوريا، اليوم السبت، إن إسرائيل "ستشهد رداً قاسياً على إرهابها" من الآن فصاعداً، متوقعاً في ذات الوقت ألا تتطور الأمور إلى حرب إقليمية. وأوضح التحالف في بيان له أن "إسرائيل استهدفت قاعدة طائرات بلا طيار في سوريا اليوم السبت"، مضيفاً أن "الطائرات كان تستخدم ضد الدولة الإسلامية وأنها لم تدخل إسرائيل"، وهي رواية مغايرة لما قالته إسرائيل عن دخول الطائرة إلى مجالها الجوي. وكانت المقاتلة الإسرائيلية إف - 16 قد سقطت بينما كانت تشن هجمات على "أهداف إيرانية" في سوريا، بعد اعتراض طائرة من دون طيار انطلقت من الأراضي السورية، بحسب ما أعلنه بيان للجيش الإسرائيلي. في المقابل، أعلنت دمشق تصدِّي دفاعاتها الجوية لما وصفته بأنه "عدوان إسرائيلي" على قاعدة عسكرية في وسط سوريا. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري قوله: "قام كيان العدو الإسرائيلي فجر اليوم (السبت)، بعدوان جديد على إحدى القواعد العسكرية في المنطقة الوسطى، وتصدّت له وسائط دفاعنا الجوي وأصابت أكثر من طائرة"، إلا أن تل أبيب نفت أن تكون هنالك طائرات أخرى تابعة لها أُصيبت غير الطائرة التي سقطت. وتعتبر هذه المرة الأولى التي تتمكن فيها دفاعات جوية سورية من إسقاط طائرة حربية إسرائيلية، بعد أن نفذت تل أبيب أكثر من 26 هجوما داخل سوريا منذ عام 2013، كان آخرها قبل أيام، عندما قصفت طائرات إسرائيلية مجمع البحوث العلمية بريف دمشق. وبعد أن كانت دمشق تكتفي بإعلانها الاحتفاظ بحق الرد على الغارات الإسرائيلية، شهد العام الماضي تزايدا في الرد على غارات الطائرات الإسرائيلية عبر الدفاعات الجوية، واعترف محللون عسكريون إسرائيليون مطلع العام الجاري أن هذه الدفاعات باتت تهدد الطائرات الإسرائيلية، وربطوا ذلك بتعزيز إيران وجودها على الحدود مع الجولان المحتل. حرب خفية وفي حين أعلنت إسرائيل عبر جيشها أنها لا ترغب بالتصعيد ردا على "لعب إيرانوسوريا بالنار"، يرى محللون إستراتيجيون أن ما جرى يدفع إلى السؤال عما إذا كانت المنطقة على أبواب حرب إيرانية إسرائيلية ساحتها سوريا، وربما لبنان، أم إنها ستعيد رسم الخطوط الحمراء لكل طرف. وتحدثت تقارير ومراكز أبحاث إسرائيلية عن قلق متزايد في تل أبيب من تنامي الدور الإيراني في سوريا، ونقل طهران صواريخ متطورة ودقيقة من شأنها كسر التفوق العسكري الإسرائيلي، وأن طهران تسعى لنشر منظومة صاروخية من الساحل اللبناني حتى جنوبسوريا، بحيث يصبح بمقدورها ضرب أي مكان في إسرائيل. وفي وقت سابق من الشهر الماضي تحدث المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أليكس فيشمان عن تصاعد ما وصفه ب"الحرب الخفية" بين إسرائيل وإيران في سوريا. وقال إن على الإسرائيليين أن يعرفوا أن بلادهم تخوض مواجهة عسكرية وصفها ب "المنضبطة" ضد منظومة عسكرية إيرانية آخذة بالاستقرار في سوريا.