وكالات 24 يناير, 2018 - 01:46:00 كشف كتاب إسرائيلي جديد، النقاب عن أن رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون، خطط لاغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بإسقاط طائرة مدنية، يستقلها في العام 1982. ويسرد الصحفي الإسرائيلي رونين برغمان تفاصيل الخطة في كتاب جديد بعنوان "اتفاق على القتل: التاريخ السري لعمليات القتل الإسرائيلية"، استعرضته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم الأربعاء. وكان الرئيس الفلسطيني محاصرا في بيروت في العام 1982 عندما شنّ وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك ارئيل شارون الحرب على لبنان، للقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية. وبحسب الكاتب فإنه في أكتوبر 1982 أبلغ جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية (الموساد)، قائد سلاح الجو الإسرائيلي آنذاك، دافيدي عيفري، أن عرفات يستقل طائرة مدنية تتجه من العاصمة اليونانية أثينا الى العاصمة المصرية، القاهرة. وأشار إلى أن طائرتين حربيتيْن من طراز اف 15 حددت بأن الطائرة هي طائرة نقل مدنية، وقد أصدر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك رفائيل إيتان، أمرا بإسقاطها. ولكن عيفري (قائد سلاح الطيران) تردد، وقال: " أخيرا وبعد تأجيل الهجوم لدقائق، قال الموساد إن هناك شكوك حول تحديد الهوية، وتبين لاحقا أن المسافر هو شقيق الرئيس الفلسطيني الذي كان ينقل 30 طفلا أصيبوا في مجزرة صبرا وشاتيلا للعلاج الطبي في القاهرة، وكان في الطائرة ممرضين ومؤسس الهلال الأحمر الفلسطيني". ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن "الخطأ في تحديد الهوية لم يردع شارون، وبدأ عرفات في ذلك الوقت بالسفر على متن طائرات مدنية، ولكن وزير الدفاع (شارون) اعتبر أن هذه أهداف مشروعة ". وقال: " قرر شارون اسقاط الطائرة على البحر في منطقة لا تغطية رادار فيها، لأي بلد، ومن المفضل أن يكون ذلك فوق المياه العميقة حتى يكون من الصعب تحديد سبب تحطم الطائرة والوصول الى بقاياها ". وأضاف: " على مدى 9 أسابيع تابعت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي حركة عرفات وانطلقت 5 مرات على الأقل بهدف إسقاط طائرات ركاب كانوا يعتقدون أن عرفات على متنها، وفي كل مرة تم وقف إسقاط الطائرات لأسباب متعددة وتم اعادة الطيارين الى قواعدهم". ونقل عن عاموس غلبوع، عضو الفريق ورئيس الأبحاث في الاستخبارات العسكرية، قوله: " قلت لرئيس الأركان انه سيتم الاضرار بالدولة من وجهة نظر دولية، إذا ما اتضح أننا أسقطنا طائرة ركاب". وبحسب الكاتب فإنه بعد عملية نفذها الفلسطينيون في مدينة نهاريا (شمال) في العام 1979، والتي قتل فيها 4 إسرائيليين، فإن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك رفائيل إيتان أمر بتصعيد العمليات ضد منظمة التحرير الفلسطينية، وقال: " اقتلوهم جميعا". وأضاف إنه في العام 1981 تم تعيين شارون وزيرا للدفاع، وبدوره فقد أوعز بمضاعفة الجهود . وتابع: " بعد عام واحد أوعز شارون بتفجير ستاد في بيروت، كان من المقرر أن تجتمع فيه قيادة منظمة التحرير، تم زرع المتفجرات أسفل المنصة، وتم وضع سيارات مفخخة خارج الستاد، ولكن في اللحظة الأخير نجح ضباط من الاستخبارات العسكرية ونائب وزير الدفاع في اقناع شارون بإلغاء العملية". ويعد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، أرئيل شارون، شخصية مثيرة للجدل، فبينما يراه بعض الإسرائيليين بطلا قوميا يراه آخرون عثرة في مسيرة السلام، ومجرم حرب بالنظر إلى دوره العسكري في الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982، وعلاقته بمجزرتي صبرا وشاتيلا التي تسببت بمقتل آلاف اللاجئين الفلسطينيين. واضطُر شارون سنة 1983 إلى الاستقالة من منصب وزير الدفاع بعد أن قررت اللجنة الإسرائيلية القضائية الخاصة للتحقيق في مذبحة صبرا وشاتيلا أنه لم يفعل ما يكفي للحيلولة دون المذبحة. وفي عام 2001 فاز بأغلبية في الانتخابات الإسرائيلية العامة وأصبح رئيسا للوزراء. وفي يناير 2006 دخل في غيبوبة، استمرت لأكثر من ثماني سنوات، بعد إصابته بجلطة دماغية وتوفي في 11 يناير 2014 عن عمر يناهز 86 عاماً.