وكالات 25 ديسمبر, 2017 - 10:52:00 في إطار جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لإنشاء جهاز مخابرات محترف، وضع عدد من خبراء الاستخبارات الأمريكية السابقين برنامجا تعليميا طموحا وباهظ الثمن. وفي مكان ليس ببعيد عن ميناء زايد شمال شرق أبو ظبي، وفي إحدى الفيلات الفخمة التي يحيط بأحد جوانبها مسبحا للألعاب المائية، يعكف عدد من رجال المخابرات الغربيين السابقين على تعليم نظرائهم الإماراتيين أحدث "فنون" التجسس. ويبدأ جدول أعمال أمس الأحد بمحاضرة عند العاشرة صباحا، تحت عنوان "ما هي الاستخبارات؟". ويهدف الأسبوع الأول من الدورة التعليمية إلى تمكين المتدربين من مهارات قيادة مجموعة مكونة من أربعة إلى ستة أفراد في مجال المراقبة وحل الأزمات التي قد تواجههم. والأسابيع التالية من الدورة تبدأ في التدرج إلى مهارات أكثر احترافية مثل انتحال شخصيات وهمية أثناء حضور فاعلية عامة يشارك فيها دبلوماسيون مثلا، بالإضافة إلى هيكلة أجهزة الاستخبارات. كما يشاهد المشاركون في الدورة التعليمية خلال هذه المرحلة المتقدمة من البرنامج التدريبي، محاكاة لعملية تجنيد عناصر ليبية. تدريب على أعلى مستوى وعلى بعد 30 دقيقة من هذا الموقع، خارج مدينة أبوظبي، تتم تدريبات من نوع مختلف في منشأة تسمى "الأكاديمية"، حيث يتعلم المشاركون فيها على حمل السلاح وفنون القيادة، وهو مركز مشابه لذلك التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي آي إيه المسمي "فارم" المتواجد في معسكر بيري جنوب شرق ولاية فيرجينيا. كما يتم تدريب المشاركين على مختلف المهارات القتالية والاستخباراتية من الهجوم الخاطف وحتى فنون المراقبة والرصد، وبتم استخدام أدوات مماثلة لتلك المتواجدة في مركز "فارم" الشهير بالولاياتالمتحدة. ألف دولار في اليوم الواحد ويقول أحد المشاركين في البرنامج أن "المبالغ المالية كانت طائلة"، وبلغت ألف دولار في اليوم الواحد الواحد، كما يمكنك الإقامة في فيلا أو أحد فنادق أبو ظبي الخمس نجوم. وتقول عدة مصادر متواترة إن المشرف الرئيسي على هذا المشروع هو ضابط الاستخبارات الأمريكية المخضرملاري سانشيز، والذي عمل من قبل ولمدة ست سنوات مع الحكومة الإماراتية في مجال الاستخبارات. تعاون وطيد يذكر أن التعاون الإماراتي الغربي في مجالي الأمن والاستخبارات ليس بالجديد، ولكن الدولة الخليجية الغنية كانت دائما حريصة على أن يظل هذا التعاون بعيدا عن الأنظار. وكشف ستة ضباط مخابرات أمريكيين مشاركين في الدورة التدريبية الحالية لمجلة "فورين بوليسي" تفاصيل البرنامج التدريبي، طالبين عدم الكشف عن اسمائهم. وأعرب اثنان من هؤلاء الضباط عن قلقهم من أحد الشركاء في هذا البرنامج وهي شركة "دارك ميتر" الأمريكية والتي يتم استجوابها حاليا من قبل مكتب التحقيق الفيدرالي إف بي آي. وبالرغم من تأكيد الضباط على فاعلية البرنامج ومشروعيته واهتمام الولاياتالمتحدة به، إلا أنهم أقروا إلى أن اللجوء إلى متعاقدين من القطاع الخاص للمشاركة في هذا المشروع يعد حدثا غير مسبوق. الإمارات تشتري التدريب بمليون دولار وتقول مجلة "فورين بوليسي" إنه في إطار التعاون الإماراتي الأمريكي في مجال مكافحة الإرهاب، أعطت الإمارات شرطة نيويورك مليون دولار مخصصة لإنشاء محطات رصد في عدة أماكن عبر العالم بغرض مكافحة الإرهاب. ولم يكن ذلك التعاون الأول بين الإماراتوالولاياتالمتحدة، فقد تعاون الجانبان في السابق عام 2010، حيث قامت الإداراة الأمريكية بإرسال عدد من الخبراء إلى الدولة الخليجية لتدريب الإماراتيين على مواجهة الهجمات الإلكترونية التي كان يشنها في ذلك الوقت الإيرانيون. كما شارك الأمريكيون في إنشاء وكالة الأمن القومي الإماراتية عام 2011، حيث تشير مصادر لمجلة فورين بوليسي أن الولاياتالمتحدة كانت متحكمة في العملية بالكامل بدءا من التفاصيل التقنية وحتى اختيار المواقع والمنشئات وأي منها يكون سريا أو معلنا للجمهور.