29 مارس, 2017 - 10:42:00 "يقف 7 لاعبين بزي صحراوي أزرق حفاة، و7 آخرين بزي أبيض، ويعلن الشيخ (الحكم) انطلاق مباراة الهوكي فوق الرمال". الأمر لا يتعلق بمشهد فيلم سينمائي من إبداع كاتب سيناريو، ولكنها حقيقة تتعلق بهوكي الصحراء أو هوكي الرحل، أو هوكي الطوارق وهي لعبة شعبية بمحاميد الغزلان ، يطلق عليها أيضا "المكشاح". عادة يلعب الهوكي على أرضية ملعب بالعشب أو فوق الجليد ، ولكنه في تخوم الصحراء يضف عليه لمسة مميزة. يحمل اللاعبون العصي، وهي غير مصنوعة بل عصي أشجار شبيه بعصي الهوكي، والكرة مصنوعة من وبر الإبل (الشعر الذي يغطي جلد الجمل)، لتنطلق المباراة في جو من التنافس. الجمهور يشاهد المباراة، والزائرون منبهرون من جمالية اللعبة، خصوصا أنها تجمع ما بين أصالة اللباس وبساطة العصي والكرة، وخصوصية المكان وهدوء الزمان. شعبية لعبة قادمة من تاريخ البدو الرحل بالصحراء الشرقية للمغرب يطلق عليها أهل المنطقة "المكشاح"، كما أنها غير مضمنة في المسابقات الرياضية المحلية الرسمية. رشيد الغوانمي أحد اللاعبين قال للأناضول إن "هذه اللعبة جماعية تتكون من فريقين كل منهما يضم 7 لاعبين". وأضاف أن الحكم يطلق عليه الشيخ، وتحكمها قوانين كجميع الألعاب الأخرى، إذا مست مثلا الكرة رجل اللاعب، فهو يعتبر خطأ ويطلق عليه "برد". ووفق الممارسين لها، فإن قانون اللعبة هو أن يعمل كل فريق على دفع الكرة إلى ما وراء خط الفريق المنافس من أجل تسجيل نقاط أكثر. مدة المباراة غير محددة، حيث يتفق الفريقان المتنافسان عليها، في حين يشاهد الجمهور المباراة، مواطنون عاديون ، وأعيان القبيلة (شيوخ ورؤساء القبيلة) يتفرجون من فوق الجمال التي تقف شاهدة على المباراة أو اللعبة. تبدأ المباراة عبر تجمع كل فريق على حدة من أجل مدارسة الخطة، وتنتهي عبر احتفال جماعي، تعكس روح رياضية بطابع صحراوي، حيث ينتهي المشهد وكأن لسان حالهم يبعث رسالة تقول: الاحتفال باللعبة ودعمها هو الأهم. ولعبة "المكشاح" المعروفة أيضا باسم "هوكي نوماد" أو "هوكي البدو"، لعبة شعبية تمارسها القبائل الرحل ب"محاميد الغزلان"، حيث الصمت سيد المكان، وبساطة العيش في صحراء تشي بجمال المكان. يلعب بعض أهالي المنطقة "هوكي نوماد" في محاولة منهم لبث الروح في هذه اللعبة الشعبية التي تصارع النسيان. ويصارع "هوكي نوماد" النسيان خصوصا في ظل انقراض بعض الألعاب الشعبية بالبلاد. ويحاول المهرجان الدولي للبدو الرحّل بمحاميد الغزلان الذي يتم تنظيمه في شهر مارس من كل سنة أن يعيد لهذه اللعبة الروح، من خلال تنظيم مسابقة. بعض متمرسي اللعبة شكلوا جمعية "رحل العالم" من أجل الدفاع عنها حتى لا تنسى من طرف شباب المنطقة، خصوصا أن أغلبيتهم يهاجرون إلى مدن أخرى لمتابعة الدراسة أو البحث عن فرصة عمل. اللاعبون يتنافسون فيما بينهم فوق رمال متحركة، ولكن صراعهم الحقيقي هو ضد نسيان لعبة، تلقى شهرة كبيرة بدول أوروبية وأمريكية يعرفها العالم، في حين تصارع من أجل البقاء في الصحراء.