16 مارس, 2017 - 05:39:00 أكد المستشار الملكي عمر عزيمان، رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، اليوم الخميس بديامنياديو (قرب دكار)، أن رؤية المغرب الاستراتيجية للإصلاح في مجالات التربية والتكوين والبحث العلمي، تروم بالأساس، تقوية سيرورة تحديث المجتمع ودمقرطته. وقال عزيمان، الذي مثل الملك في الاجتماع الدوري لسنة 2017 لرابطة تطوير التعليم في إفريقيا، الذي ترأس حفل افتتاحه الرئيس السنغالي ماكي سال، إن "رؤية المغرب الاستراتيجية للإصلاح في مجالات التربية والتكوين والبحث العلمي، التي أثمرتها سيرورة إرادية أذكاها الملك محمد السادس، التي تمت بلورتها من خلال مقاربة تشاركية مفتوحة، ارتكزت على تقييم التجارب السابقة، وتحديد الرافعات الأساسية الكفيلة بتحقيق مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء الفردي والمجتمعي". وأبرز عزيمان في مداخلة له خلال مائدة مستديرة في إطار هذا الاجتماع، حول تمويل التعليم، أن هذه الرؤية "تسعى، بالأساس، إلى تعزيز منظومتنا بالمزيد من المؤهلات الكفيلة بدعم الخيارات الاستراتيجية للمملكة في اتجاه تقوية سيرورة تحديث المجتمع ودمقرطته، وحفز التنمية البشرية المستدامة، وتعزيز التماسك الاجتماعي". وحسب عزيمان، فإن الخيارات التي تبناها المغرب تتأسس على مجموعة من المرتكزات، تهم في الأساس إعادة التفكير في المضامين ومراجعتها، وتأهيل مهن التربية في اتجاه المزيد من الإنصاف وتكافؤ الفرص، على أساس ضمان الحق في التربية للجميع، وتحقيق جودة أفضل في التدريس، والانفتاح الفردي للمتعلمين، والتقدم السوسيو اقتصادي والثقافي للمملكة. كما ترتكز هذه الخيارات على "تشجيع تربية تمنح المتعلمين وسائل وإمكانيات تؤهلهم للقدرة على التعلم مدى الحياة، في مواكبة لتطور حاجات مجتمع أضحى مجتمع إعلام، واقتصاد أصبح اقتصاد معرفة، والعمل على تحقيق تمكن أكبر من اللغات الوطنية ومعرفة أفضل بلغات التفتح الدولي والاندماج في العالم. وأبرز مستشار الملك أن هذه الخيارات ترتكز أيضا على تطوير ريادة وقدرات تدبيرية، في مختلف مستويات المنظومة التربوية، في إطار حكامة مبنية على اللامركزية واللاتمركز والاستقلالية المؤسساتية، إلى جانب دعم الإصلاح من خلال إرساء آليات ووسائل وتدابير كفيلة بضمان التتبع اليقظ لتطبيق الرؤية الاستراتيجية للإصلاح وتقييمها المنتظم. وفي سياق متصل، نوه عزيمان بكون منظمة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي قد حددا أهدافا طموحة بخصوص التربية والتكوين، أولاها في إطار البرنامج الكوني 2030، وثانيها ضمن أجندة 2063 لإفريقيا، إلى جانب الاستراتيجية القارية للتربية على مدى العشرية 2016-2025، مسجلا أن "هذه المخططات والبرامج تلتقي بقوة مع انتظاراتنا الوطنية، ومع التوجهات التي ننهجها في تدبير إصلاح منظومتنا التربوية". وخلص عزيمان إلى القول إنه "لا يسعنا إلا أن نهنئ أنفسنا على الالتقائية القوية بين الرؤية الاستراتيجية المغربية للإصلاح وأجندة 2063، ومن ثم، لا يمكننا إلا أن ندعم هذه الأجندة ونساند أية مقاربة، أو برنامج، أو مشروع، أو آلية من شأنها تيسير تطبيقها الأمثل وإغنائها المستمر". وينظم الاجتماع الدوري الذي تعقده رابطة تطوير التعليم في إفريقيا كل ثلاث سنوات، تحت شعار "إحياء التعليم في أفق البرنامج الشمولي 2030 وأجندة 2063 من أجل إفريقيا". ويتمحور هذا اللقاء المنظم على مدى ثلاثة أيام حول كيفية تفعيل أهداف التنمية المستدامة وتحقيق التطلعات المعبر عنها في الإطار العالمي والإطار القاري لما بعد 2015. وتعد رابطة تطوير التعليم في إفريقيا مؤسسة إفريقية منفتحة تشتغل على تيسير التحول في قطاع التربية والتكوين في إفريقيا بهدف إحداث تطوير مسرع ومستدام بالقارة.