ب 14 مارس, 2017 - 05:14:00 وجهت تهمة "اختلاس أموال عامة" الثلاثاء إلى مرشح اليمين للرئاسة الفرنسية فرنسوا فيون قبل ستة أسابيع من الانتخابات وذلك ضمن إطار تحقيقات في شبهات بوظائف وهمية استفادت منها زوجته وولداه. وقدم القضاة موعد جلسة الاستماع مدة 24 ساعة بعد أن كان فيون أعلن أنها ستكون في 15 مارس. وقال محاميه انتونان ليفي لفرانس برس، إن "توجيه التهمة حصل هذا الصباح. تم تقديم موعد جلسة الاستماع لكي تحصل في أجواء هادئة". ويتهم فيون ب"اختلاس أموال عامة"، و"التواطؤ والإساءة لممتلكات عامة" و"انتهاك متطلبات الهيئة العليا للشفافية في الحياة العامة"، كما أكد مصدر قضائي لفرانس برس. واستنتج القضاة أن هناك "أدلة خطيرة وموثقة" بعد عدة أسابيع من جلسات استماع وتفتيش ناجمة عن الشبهات بوظائف وهمية لصالح زوجته بينيلوب وأولاده. وقد أعلن فيون مرارا أن لائحة الاتهام، صدرت قبل ثلاثة أيام فقط من نهاية الموعد الرسمي للإعلان عن الرعاة اللازمين لجميع المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية، لن تبعده عن السباق إلى قصر الإليزيه، خلافا لما أعلنه سابقا عن الانسحاب في حال طرأت مشاكل قضائية. كان فيون (63 عاما) أعلن في الأيام الأخيرة تصميمه على الاستمرار "حتى النهاية" في حملته الانتخابية، حتى في حال توجيه الاتهامات إليه. وهو أول مرشح يخوض الانتخابات الرئاسية في ظل توجيه الاتهام إليه. ويواصل فيون الذي أكد أنه يتعرض "لحملة اضطهاد" حملته محاولا إعادة التركيز على برنامجه السياسي. وخلال كلمة ألقاها الثلاثاء أمام صيادين، لم يبد المرشح متأثرا بما حدث واكتفى مشيرا بتهكم إلى حملة "يطلق فيها الرصاص بشكل منخفض" مؤكدا عدم انزعاجه من الوقوف إلى جانب "الصيادين الحقيقيين". وانطلقت القضية بعد نشر "لوكانار انشينيه" في 25 يناير معلومات عن توظيف فيون زوجته بينيلوب مساعدة برلمانية عندما كان نائبا وأنها تقاضت 500 ألف أورو بين عامي 1998 و2007. وتشغل هذه القضية منذ أسابيع وسائل الإعلام والرأي العام، ما يضفي تعتيما على قضايا الانتخابات التي ستجري في 23/ابريل و السابع من ماي. وقانونا، لا يعتبر ذلك غير مشروع لأن العديد من البرلمانيين الفرنسيين يوظفون أقارب. لكن الاشتباه بتوظيف وهمي وإجمالي المبالغ المعنية (680 ألف أورو) من الأموال العامة ألحقت ضررا بسمعة المرشح الذي قدم نفسه بطل الأخلاق في السياسة في بداية الحملة. واستدعيت زوجته بينيلوب (62 عاما) للمثول أمام القضاة في 28 مارس. "فوضى" وكان الفصل الأخير في مسلسل الفضائح الذي يلاحق فيون ويعرقل حملته الانتخابية، كشفت أسبوعية "لو جورنال دو ديمانش" الأحد أنه تلقى هدية من صديق ثري عبارة عن بزتين فاخرتين يتجاوز ثمنهما عشرة آلاف أورو. والثلاثاء، كشفت صحيفة "لو باريزيان" أن أبناء فيون، اللذين كانا بين عامي 2005 و2007 مساعدين برلمانيين ويشتبه في أنها وظائف وهمية، تخلوا عن غالبية أجورهم لذويهم. وأقرت ماري أنها "ردت" أموالا اقترضتها من أجل زواجها كما اقترض شارل مالا لشراء مسكنه. يذكر أن مرشح اليمين واجه انشقاقات عدة- المتحدث باسمه ومدير حملته الانتخابية - كما تعرض ترشيحه لتشكيك داخل معسكره قبل تجمع عشرات آلاف من أنصاره في باريس الأمر الذي سمح له باستعادة السيطرة. وقد أكد الحزب الجمهوري أخيرا دعمه الواضح لفيون الأسبوع الماضي لكنه ما يزال وضعه هشا. وأظهرت نتائج استطلاع للراي نشرت الثلاثاء أن فيون سينال 20% من الأصوات، وراء مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن التي ما تزال متصدرة مع 27% وإيمانويل ماكرون الوسطي 24%. وسيتم إقصاء فيون بعد الجولة الأولى من التصويت، بحسب الاستطلاعات. وقال فيون خلال مناظرة مساء الإثنين إنه "نظرا للفوضى في هذه الحملة، فإن الأمور ستتبلور في الأيام الأخيرة في الأسبوع الأخير تقريبا (...) عندما يشعر الفرنسي بأن لديه مسؤولية عندما يضع ورقة الاقتراع في الصندوق".