31 يناير, 2017 - 03:31:00 قال عبد الفتاح بلعمشي رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية، إن تجنب الملك محمد السادس الإشارة إلى نزاع الصحراء في خطابه بالقمة الإفريقية، معناه أن الطلب الذي قدمه المغرب للانضمام إلى المنظمة لم يأخذ بعين الاعتبار منطق "المصلحة" فقط، بل كان الهدف الأساسي منه هو انخراط المغرب في توجه عام يخدم مصلحة الاتحاد الإفريقي ومصلحة القارة. وأضاف المتحدث، في تصريح لموقع "لكم"، أن الملك محمد السادس لفت الانتباه إلى أن قضية الصحراء لم تعد الملف الوحيد الذي يترافع المغرب من أجله في المنظمة الإفريقية، مشيرا إلى أنها لم تعد تشكل عقدة للسياسة الخارجية المغربية، "ويلاحظ هذا في توقيع المغرب على اتفاقيات مع دول لديها موقف ملتبس من قضية الصحراء"، وفق تعبير المتحدث. وأكد الخبير في العلاقات الدولية، أن السؤال الذي طرحه خطاب الملك محمد السادس اليوم، يتجلى في مشاكل الأمن الغدائي الذي تعيشه القارة، "بمعنى أن الشراكات الاقتصادية غير كافية، إذ بات من الضروري الالتفاف إلى العمل المشترك، والتعاون بين الدول، في قضايا الفقر والأمن الغذائي والهجرة والبيئة وكل الإشكالات التي تعاني منها القارة في الوقت الراهن، كما أن الاتحاد الإفريقي ولحد الآن لم يحقق الطموح المعلن عنه في قمة 99 بليبيا في سرت". يقول بلعمشي. ومضى المتحدث قائلا: "الملك أراد أن يلفت الانتباه إلى أن القانون التأسيسي الذي صادق عليه المغرب، الذي يؤطر قانونيا الاتحاد أفرز العديد من الأجهزة ولكن جلها غير مفعل، والرهان اليوم يقوم على تفعيلها وتطوير وتنمية القانون المؤطر للاتحاد، وهذا ليس طموح المغرب وحده بل طموح العديد من الدول التي عانت من سوء التدبير داخل الاتحاد في الفترة السابقة". وبخصوص استعراض الملك للعديد من المشاريع التي أشرف عليها المغرب في فترة انسحابه من المنظمة، قال بلعمشي: "حينما استعرض الخطاب الملكي عدد الزيارات وعلاقات القرب مع دول إفريقيا والمشاريع، ولو أن المغرب كان خارج الاتحاد، فإنه يذكر بأن المملكة كانت من بين مؤسسي العمل التشاركي، في إفريقيا في فترة حركات التحرر، ومن بين الآباء المؤسسين لمنظمة الاتحاد، مشيرا في ذات السياق، إلى أن الخطاب الملكي أبرز بأن المغرب لا ينضم إلى الاتحاد بمنطق تغيير ماهو كائن بل بمنطق الاصطفاف إلى جانب تيار موجود أصلا للقيام بمهمة التغير الإيجابي المنشود.