ب 28 يناير, 2017 - 06:22:00 دفع المنتخب التونسي لكرة القدم ثمن الأخطاء التي ارتكبها مديره الفني البولندي هنري كاسبرجاك في تشكيلة الفريق وودع نسور قرطاج بطولة كأس الأمم الأفريقية الحادية والثلاثين المقامة حاليا في الجابون بهزيمته صفر / 2 أمام منتخب بوركينا فاسو يوم السبت في افتتاح مباريات دور الثمانية للبطولة. ورغم التفوق الواضح للمنتخب التونسي في معظم فترات المباراة ، فشل الفريق في ترجمة هذا التفوق فيما استثمر المنتخب البوركيني (الخيول) التغيير الرائع لمديره الفني البرتغالي باولو دوارتي في آخر ربع ساعة من المباراة وحقق الفوز الثمين على نسور قرطاج بهدفين في آخر عشر دقائق من اللقاء. وانتهى الشوط الأول من المباراة بالتعادل السلبي ثم سجل البديل أريستيد بانسيه هدف التقدم للخيول في الدقيقة 81 بعد خمس دقائق فقط من نزوله. وعزز ناكولما بريجوس فوز الفريق بالهدف الثاني في الدقيقة 85 لتكون المرة الثانية التي يطيح فيها الخيول بنسور قرطاج من البطولة الأفريقية. وكانت المرة الأولى عندما استضافت بوركينا فاسو البطولة عام 1998 وتغلبت على نسور قرطاج بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1 / 1 في دور الثمانية للبطولة. ويلتقي المنتخب البوركيني في المربع الذهبي للبطولة مع الفائز من مباراة المنتخبين المصري والمغربي غدا في دور الثمانية للبطولة. وكان المنتخب البوركيني التقى نظيره المصري في المربع الذهبي للبطولة عام 1998 لكنه خسر على أرضه ليكمل المنتخب المصري طريقه نحو منصة التتويج باللقب بعد الفوز في النهائي على جنوب أفريقيا. وبدا تأثر المنتخب التونسي سلبيا في مباراة اليوم بالتغييرات التي أجراها كاسبرجاك على تشكيلة الفريق الأساسية وفي مقدمتها غياب علي معلول نجم الأهلي المصري عن التشكيلة. ودفع المنتخب التونسي وكاسبرجاك ثمن هذه التغييرات وكذلك ثمن الأخطاء الدفاعية القاتلة من خط ظهر الفريق ليفشل كاسبرجاك في الثأر لهزيمته أمام الخيول في دور الثمانية للبطولة عام 1998 . وضمنت الكرة العربية مقعدا في المربع الذهبي من خلال مباراة المنتخبين المصري والمغربي غدا لكن المنتخب التونسي أهدر فرصة لتأكيد وجود منتخب عربي في المباراة النهائية للبطولة وإن كانت الفرصة ما زالت سانحة من خلال الفريق الفائز في مباراة الغد بين مصر والمغرب. ودخل الفريقان سريعا في أجواء اللقاء وتبادلا المحاولات الهجومية منذ الدقيقة الأولى لكن بدا الحذر الدفاعي واضحا منذ البداية أيضا فلم تظهر أي خطورة حقيقية على المرمى. وبث أيمن المثلوثي حارس مرمى المنتخب التونسي القلق في نفوس زملائه في الدقيقة العاشرة اثر كرة معادة إليه من الدفاع حيث لجأ إلى مراوغة المهاجم البوركيني ناكولما بريجيوس داخل منطقة الجزاء وكاد يفقد الكرة لكنه أعادها في اللحظة الأخيرة إلى زملائه في الدفاع. وتعددت الضربات الركنية للمنتخب التونسي وسط هجوم مكثف على مرمى الخيول لكنها لم تستغل جيدا. واستغل بريجوس خطأ في التغطية من مدافعي تونس شهدت الدقيقة 14 وانفرد بالحارس المثلوثي لكنه سدد الكرة فوق العارضة. وارتدت الهجمة سريعا لصالج نسور قرطاج في الدقيقة التالية ومرر منها حمدي النقاز الكرة عرضية من الناحية اليمنى ولكن الحارس البوركيني كواكو كوفي تدخل في الوقت المناسب وأمسك الكرة قبل المهاجم التونسي طه ياسين الخنيسي المندفع أمام المرمى واصطدم اللاعبان سويا ليسقط الحارس مصابا ويتلقى العلاج سريعا. وعاند الحظ نسور قرطاج في الدقيقة 18 اثر تمريرة عرضية رائعة لعبها نعيم سليتي من الناحية اليسرى وقابلها الخنيسي بضربة رأس رائعة وهو على بعد خطوات من المرمى لكن الكرة علت العارضة. ولعب وهبي الخزري ضربة حرة لتونس من الناحية اليسرى في الدقيقة 20 لكنه أخطأ بتسديدها في اتجاه المرمى مباشرة لمباغتة الحارس حيث ذهبت الكرة فوق المرمى لتضيع فرصة جيدة لتشكيل خطورة. ونال شارل كابوري إنذارا في الدقيقة 19 للخشونة مع أمين بن عمر كما نال أيمن عبد النور إنذارا في الدقيقة 22 للخشونة مع بريجوس. واستغل المنتخب البوركيني التراخي في الدفاع التونسي وكاد يتقدم بهدف في الدقيقة 22 حيث تبادل لاعبوه الكرة دون عناء بين مدافعي تونس داخل منطقة الجزاء ثم سدد برتران تراوري الكرة دون أي مضايقة لكن الحظ حالف نسور قرطاج لتلمس الكرة الحافة العليا لعارضة المرة وتخرج إلى ضربة مرمى. ورد المنتخب التونسي بهجمة سريعة منظمة في الدقيقة 25 كادت تسفر عن هدف التقدم ولكن الحارس تقدم في الوقت المناسب ليشتت الكرة قبل الخنيسي. وكثف المنتخب التونسي هجومه لكن دفاع بوركينا فاسو اتسم باليقظة وتصدى لجميع المحاولات. وعاند الحظ المنتخب التونسي في الدقيقة 32 اثر ضربة حرة احتسبت للفريق بجوار منطقة الجزاء إلى جوار خط النهاية ومرر منها الخزري الكرة زاحفة إلى بن عمر المندفع أمام منطقة الجزاء ليسددها صاروخية لكنها مرت بجوار القائم الأيمن مباشرة. كما عاند الحظ المنتخب التونسي في الدقيقة 34 اثر ضربة ركنية مرت منها الكرة أمام المرمى بعدما لمسها الخنيسي برأسه ولكن عبد النور ومحمد علي اليعقوبي فشلا في وضعها داخل المرمى وهما أمام خط المرمى مباشرة فيما توترت أعصاب لاعبي الفريقين بسبب المناوشات بينهم مما دفع الحكم لإنذار اليعقوبي. كما نال المدافع التونسي صيام بن يوسف إنذارا في الدقيقة 38 للخشونة مع عبد الرزاق تراوري. وواصل المنتخب التونسي ضغطه الهجومي في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول وحاصر منافسه داخل منطقة الجزاء معظم الوقت لكن الدفاع البوركيني المتكتل والمنظم حال دون اهتزاز الشباك لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. واستأنف المنتخب التونسي الشوط الثاني بهجوم ضاغط ولعب يوسف المساكني تمريرة عرضية من الناحية اليسرى وقابلها سليتي بضربة رأس من وسط منطقة الجزاء ولكنه لعبه في متناول الحارس. ورد المنتخب البوركيني بهجمة سريعة منظمة مر فيها سيريل بايالا ببراعة ومهارة وسط مدافعي تونس ثم مرر الكرة داخل منطقة لجزاء لكن الدفاع استيقظ أخيرا وأبعد الكرة. وسدد يوسوفو دايو ضربة حرة من 40 مترا في الدقيقة 49 ولكنها مرت فوق العارضة. ورغم استمرار أفضلية المنتخب التونسي ، ظلت الخطورة حاضرة في هجمات الخيول في ظل توالي الأخطاء من الدفاع التونسي. وكادت هذه الأخطاء الدفاعية تتسبب في هدف للخيول في الدقيقة 57 لكن الحظ حالف نسور قرطاج. بمرور الوقت ، مالت الكفة لصالح الخيول في ظل فارق اللياقة البدنية ، وكاد باكاري كوني يسجل هدفا في الدقيقة 61 اثر ضربة حرة لعبها شارل كابوري وقابلها كوني بضربة رأس وهو على بعد خطوات قليلة من المرمى ودون أي مضايقة من المدافعين لكن الكرة ذهبت عاليا. وأجرى البولندي هنري كاسبرجاك المدير الفني للمنتخب التونسي تغييره الأول في الدقيقة 63 بنزول حمزة لحمر بدلا من الخزري. ونال ياكوبا كوليبالي إنذارا في الدقيقة 67 للخشونة مع الخنيسي. وأثار نزول لحمر بعض النشاط في أداء المنتخب التونسي الذي استعاد بعض اتزانه وعاد لمبادلة منافسه الهجمات. ولعب لحمر ضربة حرة احتسبت للفريق بجوار منطقة جزاء بوركينا فاسو ولكن الكرة ذهبت في متناول الحارس. ورد بايالا بهجمة خطيرة للخيول راوغ فيها النقاز وسدد الكرة لكن فوق المرمى. وأجرى البرتغالي باولو دوارتي المدير الفني لمنتخب بوركينا فاسو تغييره الأول في الدقيقة 76 بنزول المهاجم المخضرم أريستيد بانسيه بدلا من لاعب الوسط بايالا. واحتسب الحكم دانيال بينيت ضربة حرة لمنتخب بوركينا فاسو على حدود منطقة الجزاء مشيرا لوجود لمسة يد على اللاعب صيام بن يوسف. واستغل المنتخب البوركيني الضربة الحرة وسجل هدف التقدم في الدقيقة 81 حيث هيأ برتران تراوري الكرة إلى البديل بانسيه الذي سددها صاروخية إلى داخل المرمى. وكاد بانسيه يعزز تقدم الخيول بهدف ثان في الدقيقة التالية اثر هجمة منظمة للفريق أنهاها بانسيه بتسديدة قوية من داخل حدود منطقة الجزاء ولكنها ارتدت من القائم وفشلت محاولات متابعتها. وفي غمرة الهجوم التونسي لتعديل النتيجة ، استغل المنتخب البوركيني هجمة مرتدة سريعة اثر ضربة ركنية لنسور قرطاج وسجل ناكوزلما بريجوس هدف ثان لفريقه في الدقيقة 85 بعدما راوغ المثلوثي الذي تقدم حتى منتصف الملعب ثم سدد الكرة في المرمى الخالي من حارسه. وباءت جميع محاولات المنتخب التونسي لتعديل النتيجة في الدقائق الأخيرة من المباراة لينتهي اللقاء بالفوز الثمين لبوركينا فاسو وخروج مبكر لنسور قرطاج من البطولة.