ب 30 نوفمبر, 2016 - 11:56:00 بعد حفل تأبيني استمر يومين، ينقل رماد فيدل كاسترو الاربعاء نهائيا من العاصمة الكوبية الى سانتياغو دي كوبا (شرق) مهد الثورة الكوبية، حيث سيدفن الاحد. وسينقل الوعاء الخشبي الذي يحتوي على رماد "الكومندنتي" المعروض في قاعة تابعة لوزارة القوات المسلحة الكوبية منذ حرق جثمان كاسترو، عند قرابة الثامنة صباحا (13,00 تغ) في موكب مهيب يضم عدة سيارات سيقطع مسافة 950 كلم في الاتجاه المعاكس الذي سلكه فيدل كاسترو اثر انتصار الثورة التي قادها في 1959. وبعد رحلة تستمر اربعة ايام سيدفن رماد كاسترو الاحد في مقبرة سانتا ايفيغينيا دي سانتياغو قرب ضريح خوسيه مارتي مهندس استقلال كوبا. وستنهي هذه الجنازة فترة الحداد الوطني لتسعة ايام منذ اعلان الرئيس راوول كاسترو مساء الجمعة وفاة شقيقه فيدل. ومن الثاني الى الثامن من يناير 1959 تنقل فيدل كاسترو "المنتصر" في كافة مناطق البلاد في "قافلة الحرية" بعد فرار الدكتاتور باتيستا الى الخارج اثر محاصرته في هافانا في حين تولى كاسترو الحكم في سانتياغو دي كوبا. وروج كاسترو لبرنامجه الثوري في سائر مناطق البلاد ومنها مسقط رأسه هولغين في جنوب شرق كوبا. والمرحلة الاساسية في هذه المسيرة ستكون في سانتا كلارا حيث دفن رماد رفيقه في السلاح، الارجنتيني ارنيستو تشي غيفارا الذي قتل في 1967. "عزيزي فيدل" رغم انتقاده من الاممالمتحدة ومعارضيه واتهامه بانتهاك حقوق الانسان يبقى فيدل كاسترو في نظر الكثير من الكوبيين شخصية عظيمة وشكل اعلان وفاته صدمة لهم رغم بلوغه التسعين. واثر اعلان الحداد الوطني من الجمعة الى الاحد الغيت التجمعات والاستعراضات وعلقت المباريات الرياضية واغلقت الملاهي الليلية وحظر بيع الكحول. وخصص الاعلام الوطني برامجه لوفاة كاسترو وبثت بشكل متواصل لقطات عن نضاله على انغام موسيقى الفها المغني الشعبي راوول توريس. ومساء الثلاثاء كرم مئات الالاف من سكان هافانا كاسترو الى جانب قادة يساريين من اميركا اللاتينية وافريقيا دعوا الى استمرارية ارث الكومندانتي. وقال الرئيس الفنزويلي نيكولا مادورو "لم يرحل. ما زال هنا بيننا وقد انصفه التاريخ" في اشارة الى العبارة الشهيرة التي اطلقها كاسترو لدى محاكمته بعد الهجوم على ثكنة مونكادا ان "التاريخ سينصفني". ثم وجه راوول كاسترو رسالة الى شقيقه جاء فيها "عزيزي فيدل (...) ونحن نحتفل هنا بانتصاراتنا، نقول لك مع شعبنا المخلص والمقاتل والبطل: دائما حتى النصر!". وامسية التكريم التي طغى عليها الخطاب السياسي لم يشارك فيها العديد من الرؤساء الغربيين بينهم الرئيس الاميركي باراك اوباما مهندس التقارب التاريخي منذ نهاية العام 2014 بين الخصمين السابقين في الحرب الباردة. كما ارسل رؤساء دول صديقة مثل الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جيانبيغ والايراني حسن روحاني، ممثلين عنهم الى كوبا.