عبدالحكيم الرويضي 29 نوفمبر, 2016 - 01:43:00 قدمت جمعية "الشباب من أجل الشباب" يوم الثلاثاء بالرباط، تقرير الملاحظة النوعية حول مشاركة الشباب في انتخابات 7 أكتوبر، والذي خلص إلى أن الأحزاب وظفت الشباب فيما هو خدماتي، واقتصر بذلك دور الشباب في الانتخابات على الجانب الترويجي، ولم يكن لهم أي دور في صناعة القرار السياسي. المال والقبيلة محددان للتزكية التقرير الذي أعد بدعم من مبادرة "الشراكة الشرق أوسطية MEP"، أكد على ضعف الأحزاب السياسية في استقطاب الطاقات الشابة من أجل خلق الدينامية المثلى في عملية التطوير الاجتماعي الشامل، "الذي يبدأ بتطوير الأحزاب السياسية وأفكارها، عبر تجديد دمائها بإطلاق أيدي الشباب في تقلد المسؤولية داخل هذه الأحزاب" يضيف التقرير. وعزا التقرير تفاقم تغييب الشباب عن الحياة السياسية واختلال الممارسة الانتخابية بشكل كبير خصوصا خلال محطة 7 أكتوبر، إلى تدني الممارسة الحزبية في المغرب، وضعف الثقافة الديمقراطية داخل الأحزاب. وأضاف ذات المصدر، "لازلنا لم نصل للمبتغى والهدف الكامن في وجود عملية انتخابية ديمقراطية ونزيهة دامجة للشباب نظرا لاستمرارية وجود خروقات كامنة في استعمال المال وطريقة منح التزكيات، ووجود نخب ضعيفة تخدم مصالحها" وأكد التقرير على استمرار اعتبار الموارد المادية والعائلية والقبلية المحددات الأساسية لاختيار المرشحات والمرشحين داخل الأحزاب السياسية بعيدا عن المواصفات والمميزات التي تعتمد المصداقية والقدرة على رفع التحديات ومواجهة المشاكل. وفضلا عن ذلك، تعمل الأحزاب على تزكية الأشخاص القادرين على حصد الأصوات وضمان أكبر عدد من المقاعد، بصرف النظر عن سلوكهم وأخلاقهم، حسب التقرير الذي أكد هشاشة وضعف النضج السياسي لفئة عريضة من المترشحين الذين قدمتهم الأحزاب للانتخابات. تأثيث المنصات بالشباب من جهة أخرى، أعطى ملاحظو جمعية الشباب من أجل الشباب، مؤشرا إيجابيا على تواجد الشباب باللوائح الانتخابية، من خلال ملاحظة الملصقات والإعلانات الانتخابية ب 14 دائرة انتخابية، حيث أن عدد الشباب اقل من 35 سنة باللوائح الانتخابية بلغ عددهم 122 مرشحة ومرشح أي بنسبة 61 في المائة. واعتمدت الأحزاب إلى حد كبير على الشباب في إلصاق الاعلانات والملصقات الانتخابية بنسبة 90 في المائة من الدوائر المشمولة بالملاحظة. وتستحضر 85 في المائة من هذه الملصقات قضايا الشباب، "وهذا يبين رهان الأحزاب على استمالة الشباب، ولا يدل على وعيها بأهمية هذه الفئة وقضاياها" يضيف التقرير. وعلى مستوى التجمعات الخطابية، قال التقرير: "من بين 72 تجمعا خطابيا التي تم ملاحظتها، عرف 31 تجمعا خطابيا حضورا شبابيا أي بنسبة 43 في المائة، حيث يتضح أن الأحزاب تلجأ إلى تأثيث المنصات بالشباب" وخلص الملاحظون إلى أن دور الشباب خلال أنشطة الحملة في الأماكن العمومية يقتصر فقط على رفع الشعارات بنسبة 28 في المائة، وهي نفس نسبة الشباب العامل في توزيع المنشورات، "وهي أهم الخدمات التي يقوم بها الشباب خلال الحملة الانتخابية، وهي مهام لا ترقى إلى طموحات الشباب أنفسهم وإلى المكتسبات الدستورية التي أتى بها دستور 2011" وفقا للتقرير. على الشباب تقلد المسؤولية السياسية وتوصى جمعية "الشباب من أجل الشباب" في تقريرها، بالحد من استعمال المال واتخاذ تدابير شفافة وديمقراطية في منح التزكيات، وتقوية دور الأحزاب في توليد طاقات ونخب سياسية قادرة على مواجهة مختلف التحديات. ودعا التقرير إلى اعتماد تقطيع انتخابي يراعي التمثيل المتكافئ للجسم الانتخابي، فضلا عن ضبط تمويل الحملة الانتخابية ومكافحة الفساد الانتخابي. وشدد على ضرورة تطوير الأحزاب لرؤية المشاركة الشبابية، تتجاوز استخدامهم فقط في تأطير المواطنين، من خلال تنمية قدرتها على استقطاب هذه الفئة وإطلاق أيديها في تقلد المسؤولية السياسية. وأوصى التقرير بإحداق صندوق دعم التمثيلية السياسية للشباب واعتماد إجراءات تحفيزية للأحزاب السياسية والمجتمع المدني قصد تطوير فرص المشاركة الديمقراطية للشباب.