30 سبتمبر, 2016 - 05:52:00 يبدو أشهر شوارع عاصمة البوغاز، هادئا هذا اليوم كما الأيام المنصرمة، ف"البوليفار"، لم يعرف "ضوضاء" حملات الأحزاب السياسية المتنافسة على المقاعد الخمسة لدائرة "طنجة-أصيلة"، أو ما بات يوصف ب"دائرة الموت". "ربما تواجد الملك محمد السادس بالمدينة، أبعد عن 'البوليفار' ووسط المدينة ضجيج الحملات الانتخابية وأوراقها التي تملأ الطرقات"، يقول مصطفى، الذي يشتغل نادلا بأحد المقاهي المتواجدة بهذا الشارع، موضحا أن "الحملات الانتخابية لهذه السنة 'باردة' مقارنة مع السنة المنصرمة أو انتخابات 2011"، ليستطرد قائلا: "الحملة باردة لكن، ربما، ستشتعل بين "المصباح" و"الجرار" كما العادة"، فيما أكدت مصادر أمنية أن "عدم خروج "حملات السابع من أكتوبر" بالشوارع الرئيسية ليست له أية علاقة بتواجد الملك في طنجة، بل أن أغلب الأحزاب بدأت بالتعبئة خلال الأسبوع الأول في الأحياء الشعبية..وربما سيقصدون هذا الشارع في أيام الحملة الانتخابية الأخيرة". "دائرة الموت" ويتنافس على المقاعد الخمسة لدائرة "طنجة - أصيلة" ما يعرف عند سكان المدينة ب"مليارديرات الانتخابات"، الذين يعرفونهم كما يعرفون أنفسهم، وإخوان بنكيران في لائحة حزب "العدالة والتنمية"، الذي ضم الملياردير ورجل الأعمال، سمير عبد المولى - وصيف محمد نجيب بوليف - الذي يعتبره جل المتتبعين للشأن السياسي في عاصمة البوغاز، الخصم الأول لأخ الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة"، فؤاد العماري، في إشارة إلى "العداوة التي جمعتهما قبل أن يستقيل عبد المولى من منصب عمدة مدينة طنجة ويغادر البام متوجها إلى البيجيدي". ومن جهة أخرى، زكى حزب "الاتحاد الدستوري"، محمد الزموري، ابن منطقة الريف، الذي يعتبر واحدا من أكبر مقاولي العقار في الشمال، وكيلاً للائحة "الحصان"، والذي يراهن بدوره على شعبية عبد الحميد أبرشان، رئيس اتحاد طنجة لكرة القدم. في حين يراهن حزب التجمع الوطني للأحرار على ابن الملياردير محمد بوهريز، حسن بوهريز، بعدما فقد الأب شعبيته عقب خسارته في الانتخابات الجماعية العام الماضي. معركة بين "البام" و"البيجيدي" عاد قبل يومين ملف "شركة كوماناف إلى الواجهة، لمالكها السابق سمير عبد المولى، بعدما احتج عدد ممن يطلقون على أنفسهم "ضحايا شركة كوماناف" أمام مقر "العدالة والتنمية"، ليستنكروا ترشيح حزب المصباح لعبد المولى، المتهم ب"تشريد عدد من العائلات". واعتبر عدد من أعضاء "العدالة والتنمية"، الوقفة الاحتجاجية التي لم تدم حتى ساعة كاملة، "لعبة من ألاعيب حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يوظف كل وسائله من أجل تشويه صورة الحزب"، فيما علق النائب البرلماني عن حزب المصباح والمرشح الثالث في لائحتها، محمد خيي، في حديث لموقع "لكم"، أن "الغريب في الأمر هو أن ملف شركة كوماناف مرت تحت أنظار القضاء وتعود إلى خمس سنوات خلت"، ليتساءل قائلاً : "ما الذي ذكر هؤلاء بهذا الملف موازاة مع الانتخابات"، ليتهم ذات المتحدث ما أسماهم "خصوم البيجيدي" بالوقوف وراء جمع العمال السابقين في شركة "كوماناف" للاحتجاج بهدف محاولة إحراج الحزب أمام الساكنة. "البيجيدي" يتهم السلطات بدعم "البام" وفي خطوة أثارت الجدل يوم أمس الخميس 29 شتنبر الجاري، ومازالت حديث الرأي العام الطنجاوي، وضع محمد نجيب بوليف، وكيل لائحة رمز "المصباح"، شكاية - اطلع موقع "لكم" على نسخة منها – لدى والي جهة طنجة – تطوان – الحسيمة ، يتهم فيها بشكل مباشر عددا من رجال وأعوان السلطة (رؤساء دوائر وقياد وشيوخ ومقدمين) بالقيام بمجموعة من "التحركات المشبوهة" في إشارة إلى دعوة هؤلاء الأشخاص الناس إلى عدم التصويت على مرشحي "العدالة والتنمية"، بحسب التقارير اليومية التي توصل بها من طرف مناضلي الحزب في عدد من الأحياء. ووصف بوليف هذه السلوكات بكونها "لا تليق بالسلطة الإدارية والتي من المفروض فيها التحلي بالحياد الإيجابي والوقوف على مسافة واحدة من كافة المرشحين والفرقاء السياسيين، موضحا أنه تبين لهم (العدالة والتنمية) "بما لا يدع مجالا للشك، انخراط العديد من المقدمين في حملة واسعة لدعوة المواطنين والناخبين إلى عدم التصويت على مرشحي العدالة والتنمية، بل الدعوة الصريحة للتصويت على حزب الأصالة والمعاصرة". وحاول موقع "لكم" الاتصال بفؤاد العماري، وكيل لائحة حزب الأصالة والمعاصرة، عبر الهاتف، بخصوص اتهامات حزب "العدالة والتنمية" لرجال السلطة بدعم حزبه والدعوة لعدم التصويت على رمز المصباح، إلا أنه لم يتسنى له ذلك.