وكالات 04 سبتمبر, 2016 - 01:19:00 في بادرة خرقت الأعراف الدبلوماسية، استقبلت بكين الرئيس الأميركي باراك أوباما بشكل وصف بالمهين، وذلك حين هبطت "إير فورس ون" وعلى متنها الرئيس الأميركي في مدينة هانغتشو الصينية لحضور قمة العشرين. وعوضا عن استخدام البوابة الرسمية للخروج من الطائرة، اضطر الرئيس الأميركي إلى استخدام سلم الطوارئ في مؤخرة الطائرة -لا من مقدمتها- بسبب عدم توفير السلطات الصينية السلم الخاص للخروج من الطائرة بالشكل الاعتيادي وبالطابع الرسمي. ولم يتوقف الأمر عند قضية السلم فقط، فلم يحظ الرئيس الأميركي أيضا باستقبال رسمي ومد سجادة حمراء على الأرض لمرور الرئيس عليها، كما يقتضي البروتوكول في استقبال الزعماء. نزول أوباما من سلم الطوارئ ومما يؤكد أن إهانة أوباما من قبل المسؤولين الصينين كانت متعمدة، فقد استقبلت بكين عددا من الزعماء وفقا لمقتضى مراسم الاستقبال الرسمية، حيث تم توفير السجادة الحمراء لعدد من الزعماء كالرئيس الروسي فلاديمير بوتن، والكوري الجنوبي بارك جيون هاي، والرئيس البرازيلي الجديد ميشال تامر، وحتى رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي، ورئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي. وعندما كان يشق أوباما طريقه عبر المطار تعالت مشادات كلامية بين دبلوماسيين صينين وأميركيين حين صرخ أحد المسؤولين الصينيين: "هذا بلدنا، وهذا المطار لنا." وتسبب مسؤولون حكوميون صينيون في المطار بمشكلة لمستشارة الامن القومي الاميركي سوزان رايس وغيرها من المسؤولين الاميركيين بشان التغطية الصحافية لوصول اوباما الى مدينة هانغتشو للمشاركة في قمة مجموعة العشرين. واثناء الحادثة صاح احد المسؤولين الصينيين في وجه المسؤولين الاميركيين اثناء محاولتهم مساعدة الصحافيين الاميركيين في ترتيبات تصوير وصول اوباما "هذه بلادنا، وهذا مطارنا". مسؤول صيني لمسؤولية أمريكية: هذه بلادنا هذا مطارنا وفي تصريحات ل "سكاي نيوز"، وصف خورخي غواخاردو، السفير المكسيكي السابق لدى بكين، الاستقبال الصيني لأوباما بأنه كان مدبرا، بحسب صحيفة ذي غارديان البريطانية. وأضاف :"هذه الأمور لا تحدث عن طريق الخطأ، وخاصة مع الصينيين، فهي ليست كذلك." مشيرا إلى أن هذا الاستقبال يأتي في إطار الغطرسة الصينيةالجديدة، وجزء من إثارة النعرة القومية الصينية. إلا أن مستشارة الأمن القومي سوزان رايس أكدت أنها فوجئت بطريقة التعامل مع وصول الرئيس، قائلة: "لقد فعلوا ما لم يكن متوقعا." وعقب المحادثات الثنائية بين الجانبين الأميركي والصيني التي استمرت 4 ساعات، ألمحت التصريحات الرسمية إلى وجود بعض الخلافات بين أكبر اقتصادين في العالم. ولم يصدر أي تعليق من المسؤولين الصينين حول ظروف الاستقبال للرئيس الأميركي. أوباما: حقوق الانسان سبب الفجوة من جهته قال الرئيس اوباما ان المشاحنات التي وقعت بين مسؤولين اميركيين وصينيين في مطار هانغتشو، تظهر الفجوة بين البلدين ازاء التعاطي مع حقوق الانسان وحرية الصحافة. وقال اوباما في مؤتمر صحافي مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ان هذا الحادث ليس الاول للمسؤولين الصينيين. وقال "نعتقد انه من المهم ان يتاح المجال للصحافة لتغطية العمل الذي نقوم به، وان تكون لديهم القدرة على الاجابة على الاسئلة" مضيفا "نحن لا نترك مبادئنا وقيمنا خلفنا عندما نقوم بهذه الرحلات". واضاف ان الخلافات تظهر كذلك في المحادثات مع نظيره الصيني. وقال "عندما اطرح قضية مثل حقوق الانسان، يظهر بعض التوتر الذي ربما لا يظهر عندما يلتقي الرئيس شي مع قادة اخرين". استقبال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالورود والسجاد الأحمر وتفرض الصين ضوابط شديدة على الصحافة وتراقب باستمرار التغطية الصحافية لمسائل تعتبرها حساسة او تمس بصورة البلاد. وتفرض السلطات اجراءات امنية خانقة في هانغتشو تهدف الى تجنب وقوع اية حوادث وضمان تحقيق الصين نتائج تتناسب مع الجهود السياسية والمالية التي بذلتها لعقد هذه القمة. الا ان اوباما حاول اضفاء المرح على حادثة المطار واشار الى ان الوفد الكبير الذي يرافقه يمكن ان يخيف اي بلد. واضاف "نحن نحدث اثرا اكبر من اي بلد اخر (..) نحضر الكثير من الطائرات والمروحيات والسيارات والاشخاص. ولو كنتم بلدا مضيفا فربما كنتم ستشعرون ان ذلك كثير بعض الشيء". استقبال رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بالورود والسجاد الأحمر