دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بباريس إلى إحداث صندوق دولي، يتم تمويله من الأموال المصادرة من تجار المخدرات، لدعم الدول المتضررة من الاتجار في المخدرات. وقال ساركوزي، مساء أمس الاثنين في كلمة في افتتاح الاجتماع الموسع لوزراء الداخلية لمجموعة الثمانية حول مكافحة الاتجار في الكوكايين عبر الأطلسي، إنه سيكون لهذا الصندوق، الذي سيوضع تحت مراقبة مكتب الأممالمتحدة لمحاربة المخدرات والجريمة، هدفا واحدا هو تعزيز قدرات الدول الأكثر هشاشة والأكثر تضررا من الاتجار في المخدرات". وأوضح أمام وزراء الداخلية ل 23 بلدا من أوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، من بينهم المغرب، وكذا ممثلي مجموعة من المنظمات الدولية، أن "تدبيره من قبل منظمة تابعة للأمم المتحدة سيؤمن له حكامة ذات جودة عالية". وحث الرئيس الفرنسي على ضرورة الرفع من مستوى التعاون في المجال الأمني والقضائي والجنائي بين البلدان المعنية بالاتجار في المخدرات من القارات الثلاث. وأكد في هذا الصدد على أهمية تبادل المعلومات بين الدول في هذا المجال معتبرا أن "أي نجاح في هذا الاتجاه سيكون انتصارا في الحرب على مروجي المخدرات". وأشار إلى أن مجموعة من الدول في إفريقيا الغربية وشمال إفريقيا أصبحت مناطق للعبور مضيفا أن شبكات لترويج المخدرات أضحت تهدد استقرار عدد من البلدان. ومن المنتظر أن يتمخض عن اجتماع باريس مخطط عمل ضد مكافحة الكوكايين في أمريكا اللاتينية وأوروبا، بالإضافة إلى بلدان في إفريقيا حيث قام مروجو المخدرات بفتح، في السنوات الأخيرة، مسالك جديدة لإيصال هذه المادة نحو القارة العجوز. وسيتم عرض هذا المخطط على رؤساء دول وحكومات مجموعة الثمانية خلال مؤتمر القمة المتوقع عقده نهاية شهر ماي بدوفيل (غرب فرنسا). ويترأس كاتب الدولة لدى وزير الداخلية سعد حصار الوفد المغربي المشارك في هذا الاجتماع، ويضم مجموعة من المسؤولين الكبار بوزارة الداخلية مكلفين بالهجرة ومراقبة الحدود، والتعاون الدولي، وكذا المديرية العامة للأمن الوطني والدرك الملكي.