10 يناير, 2016 - 01:21:00 بعد صمت دام يومين على الأحداث العنيفة التي نتجت عن تدخل قوات الأمن ضد الأساتذة المتدربين في مدينة انزكان يوم 7 يناير، اتهمت وزارة الداخلية من وصفتها ب "بعض الأطراف التي اعتادت الركوب على بعض المطالب الفئوية لإذكاء الفوضى"ن بالوقوف وراء تلك الأحداث. وجاء في بيان صادر عن الداخلية مساء السبت، عممته الوكالة الرسمية المغربية، أن هذه الأطراف التي لم يسميها البيان "عمدت إلى تحدي القوات العمومية واستفزازها والإقدام على محاولة اختراق الطوق الأمني لدفعها للمواجهة، مما خلف نوعا من الفوضى والتدافع وسط المحتجين أدى إلى وقوع إصابات خفيفة وتسجيل حالات عديدة من التظاهر بالإغماء في صفوف المتظاهرين". وفٌهم من بيان وزارة الداخلية، حسب متتبعين للشأن الداخلي المغربي، أن المعني ب "الأطراف" هي جماعة "العدل والإحسان"، التي سبق لوزارة الداخلية أن اتهمتها أكثر من مرة بالوقوف وراء احتجاجات شعبية مثل تلك التي شهدتها مدن شمال المغرب ضد غلاء فواتير الكهرباء والماء، ودأبت الجماعة على نفي مثل هذه الاتهامات. ويرى مراقبون أن الداخلية غالبا ما تلجأ إلى اتهام الجماعة، التي تعتبر أكبر جماعة إسلامية في المغرب، لتخويف رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وحزبه. وهو ما جعل رئيس الحكومة يبدو متشددا في حكمه على احتجاجات الأساتذة المتدربين، وهو ما دفعه إلى دعوة أعضاء حزبه، يوم السبت إلى عدم التسرع في إبداء تعاطفهم مع الأساتذة المتدربين الذين تعرضوا للتعنيف، معتبرا أن مثل ذلك التعاطف غير المحسوب قد يؤدي بالمغرب إلى المآلات المأساوية التي شهدتها دول في المحيط المعربي، في إشارة إلى ما يقع في بلدان ثورات "الربيع العربي". وكان لافتا للانتباه أن بيان وزارة الداخلية تضمن نفس التبرير الذي قدمه بنكيران، مساء السبت أمام أعضاء المجلس الوطني لحزبه، عندما جاء فيه أن مسيرات الأساتذة المتدربين "لم يتم التصريح بها وتم تبليغ قرارات منعها للمعنيين بالأمر"، مضيفا بأن "بعض الطلبة أصروا على تنظيمها في خرق تام للقانون"، ومشيرا إلى أنه أمام ذلك "قامت السلطات المحلية والقوات العمومية، في امتثال تام للضوابط والأحكام القانونية، بمحاولات لثني المحتجين عن الاستمرار في خرق القانون ومطالبتهم بفض تجمهراتهم". وحسب بيان وزارة الداخلية فإن الأساتذة المتدربين في كل من فاس وطنجة استجابوا لقرارات المنع "أما مجموعات المحتجين بكل من الدارالبيضاء ومراكش وإنزكان، وبتشجيع من بعض الأطراف التي اعتادت الركوب على بعض المطالب الفئوية لإذكاء الفوضى، فقد عمدت - يضيف البلاغ- إلى تحدي القوات العمومية واستفزازها والإقدام على محاولة اختراق الطوق الأمني لدفعها للمواجهة، مما خلف نوعا من الفوضى والتدافع وسط المحتجين أدى إلى وقوع إصابات خفيفة وتسجيل حالات عديدة من التظاهر بالإغماء في صفوف المتظاهرين". وأفادت بلاغ الداخلية بتسجيل إصابات خفيفة في صفوف المتدربين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين بكل من مدن الدارالبيضاء ومراكش وإنزكان.