ترجمة : شيماء عصفور 24 ديسمبر, 2015 - 01:19:00 خصصت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، عددها الأخير، للحديث عن تفاصيل القصة الكاملة، التي كانت وراء إهداء جائزة الحرية "مارتن لوثر كينج أبراهام جوشوا هيشل"، في أولى دوراتها، لملك المغرب، الراحل محمد الخامس، من طرف معهد "كيفونيم"، للدراسات اليهودية بنيويورك في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وهي الجائزة التي كان وراءها المستشار الملكي، أندري أزولاي، ومؤسس معهد كيفونيم، بيتر كريفن. أ مايزال هناك يهود في المغرب؟ حسب المعطيات التي نشرتها المجلة في عددها، فقد أقيم حفل فخم داخل "كنيس بناي جيشورون"، بقلب نيويورك، لمنح هذه الجائزة للملك الراحل، محمد الخامس لما قام به، من أفعال لصالح اليهود من خلال رفضه ل"تطبيق القوانين العنصرية لحكومة فيشي على المواطنين اليهود المغاربة"، وذلك على الرغم من واقع الحماية الفرنسية التي كان يعيش المغرب تحت وطأتها آنذاك. وتسلمت الأميرة، للا حسناء، باسم العائلة الملكية بالمغرب، التي أطلت بقفطان يهودي مطرز بخيوط ذهبية، الجائزة في حين تلى مستشار الملك محمد السادس أندري أزولاي الرسالة الملكية التي نوه من خلالها، بهذا التكريس. جائزة الحرية تمنح لأول مرة.. وكانت فكرة تسمية "جائزة الحرية"، في أولى دوراتها، لبيتر كريفن، مؤسس "معهد كيفونيم"، واحد من بين المؤسسات الأمريكية المهتمة بالبحث في قضايا اليهودية التي تعمل كحلقة وصل بين إسرائيل ودول أخرى بما في ذلك –الدول العربية- من خلال –برامج التبادل الطلابي-. وأشار بيتر كريفن، في تصريح صحفي، لمجلة "جون أفريك"، ان هذه "هي المرة الأولى التي نمنح فيها جائزة الحرية، للملك الراحل محمد الخامس، كشخصية ونموذجا ومصدرا لإلهام الأجيال الشابة". ورجوعا إلى اسم الجائزة الذي جاء مقرونا باسم الزعيمين الأمريكيين "مارتن لوثر كينج، وأبراهام جوشوا هيشيل" (جائزة بإسم مزدوج). ويعد أبراهام جوشوا هيشيل، المزداد سنة 1907 والمتوفى سنة 1972، أحد أبرز الحاخامات، ومفكر يهودي أمريكي من أصول بولونية، وكان لاجئا للولايات المتحدةالأمريكية في فترة الحرب العالمية الثانية، قبل أن يلتزم بالدفاع على الشعوب الآفرو-أميركية إلى جانب الزعيم الأمريكي، مارتن لوثر كينج، وتم الربط بين الإسمين ل"تسليط الضوء على النضال المشترك الذي جمع قس وحاخام من اجل حرية الشعوب..". الدور الذي لعبه المستشار الملكي أندري أزولاي وأوردت مجلة "جون أفريك"، أنه وراء هذه الجائزة التي منحت للعائلة الملكية العلوية، بالمغرب، علاقات "صداقة أمريكية-مغربية متينة"، إذ زار في سنة 2010 ، بيتر كريفن المغرب وتحديدا جامعة الأخوين بإفران إذ لم يكن واحد من منظميها سوى مستشار الملك أندري أزولاي، والذي ينحذر هو نفسه من عائلة يهودية مغربية ملتزمة جدا بالحوار الإجتماعي وحوار الأديان. الرجلان يتعارفان منذ سنوات، فمؤسس معهد "كيفونيم" أراد أن يلتقي بطلبة مغاربة لتسهيل الحوار بين اليهود والدول العربية، عن طريق خلق مجموعة باسم " ميمونا" دلالة على حفل يهودي مغربي، للإحتفال بالحرية اليهودية والإنعتاق من العبودية، تورد المجلة. وفي سنة 2011، نظم نادي "ميمونة" ومعهد "كيفينوم" داخل أرضية جامعة الأخوين ندوة، حول المحرقة وكانت هذه الندوة، هي الأولى من نوعها التي تنظم في دولة عربية، ونُشطت الندوة من طرف مثقفين من بينهم، المستشار الملكي، أندري أزولاي، حيث إلتقى الملك الراحل الحسن الثاني، برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق سيمون بيريز، في سنة 1986، بإفران، إلى جانب الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وافتتح جامعة الأخوين سنة 1995. ولم تحظ هذه الندوة حول المحرقة حسب ما أوردته مجلة "جون أفريك"، بأي تغطية إعلامية كبيرة، غير أن بعض الصحف الدولية، من بينها صحيفة "نيويورك تايمز الأمريكية" خصصت مقالا يحكي عن نموذج نادر يحكي عن التعايش بين اليهود والدول العربية. ماذا عن لقب "الصالحين" بين الأمم.. وذكرت المجلة، أنه بفضل تواصله مع أزولاي، إقتنع مؤسس جائزة "الحرية"، بجعل الجائزة، من نصيب، الملك الراحل، محمد الخامس، تتويجا له، على وده للأقلية اليهودية بالمغرب. وطرحت المجلة الفرنسية، تساؤلات حول لقب "الصالحين" بين الأمم، مفترضة أنه إذا كان هذا التكريس الأمريكي، قد لقي فعلا استقبالا حارا، من طرف المغاربة، ليظل لقب "الصالحين بين الأمم"، لقبا يهوديا ساميا. ونقلت المجلة، عن مسؤولين مغاربة، ان هذا اللقب "تمنحه لجنة من كبار الحاخامات، لشخصية ما في العالم، بعد أن يمر تقييم تاريخ علاقتها الإنسانية باليهود بمراحل تاريخية عديدة ..".