24 نوفمبر, 2015 - 11:11:00 اختتمت يوم الاثنين، 23 نونبر 2015، الدورة السادسة للمهرجان الدولي للفيلم بالداخلة، التي نظمت على مدى أربعة أيام، تم خلالها عرض مجموعة من الأفلام العربية والأجنبية. في المهرجان فتح الممثل السوري جمال سليمان جرح سوريا الدامي و أربك لحسن حداد، وزير السياحة، برمجة الأفلام بتمسكه باستغلال قاعة قصر المؤتمرات وغاب مهنيو السينما السويديون عن هذه الدورة التي كانت تريد الاحتفاء بهم كضيوف شرف أما ال"ذيب" فتلك قصة أثارت اهتمام كل المشاركين. جليد في الصحراء كان من المفترض أن تحتل السينما السويدية مساحة كبيرة في شاشة العرض بمهرجان الفيلم الدولي بالداخلة. الدورة السادسة كانت ستحتفي بالفيلم السويدي "طريق واحد الى أنتيبس"، وتكريم مخرجه ريتشارد هوبيرت. الاحتفاء كان سيقرأ كبادرة لتدويب الجليد، على الأقل ثقافيا، بين البلدين الذين تخاصما بسبب نزاع الصحراء، غير أن المخرج السويدي أرسل فيديو الى المشاركين وفضل البقاء في العاصمة ستوكهولم، بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة في العالم، حسبما صرحت المديرة الفنية أسماء كريميش نيابة عنه، لأن فيديو المخرج الذي تم عرضه في قاعة الافتتاح أمام جمهور يتقدمه وزير الاتصال ووالي الجهة، لا صوت فيه. في حفل الافتتاح ظهر الوزير مصطفى الخلفي يجر خلفه عددا من المبادرات فتحدث عن مهرجان الفيلم الوثائقي بالعيون و مشروع الفيلم الاثنولوجي بالداخلة كما بشر بفتح فرعين للمكتب المغربي لحقوق المؤلفين بالعيونوالداخلة. نزل الوزير الخلفي من المنصة فصعد الملحن مولاي احمد العلوي لتثمين مبادرات الوزير ومديره في التواصل قبل أن يستكمل الملحن ألحان مدحه في ندوة صباح اليوم الثاني إبان عقد ندوة حول "الملكية الفكرية والحقوق المجاورة". لم يكن مولاي أحمد مقنعا في حديثه عن موضوع شائك ولا متسامحا في تقاسم الميكروفون مع زميله الراضي، المسؤول عن مكتب التأليف، والذي بقي "كومبارسا"، طيلة أيام المهرجان، رغم أن الندوة عرفت مداخلات جيدة اطلع من خلالها المشاركون على مشاكل القطاع والقوانين المنظمة لحقوق الملكية الفكرية وأهمية التصريح بالإنتاجات الفكرية بالنسبة للمشتغلين في مجال الابداع الفني والثقافي. أبرز أحداث اليوم الثاني كان تمسك السلطات باستغلال قاعة العروض السينمائية، من أجل ندوة حول السياحة ترأسها الوزير لحسن حداد، ما أربك البرمجة المسائية وخلف ذهولا في صفوف أعضاء اللجنة التنظيمية وبعض الحضور وصلت حد التلاسن بين الصحافي، في التلفزة المغربية، عبد الإله الجواهري ومدير ديوان والي جهة الداخلة واد الذهب الذي واجه الصحافي ببعض الوعيد من قبيل "هذا شغل المخزن" و "مصلحة البلاد".
جمال وال"ذيب" كلمتي نجم الدراما السورية جمال سليمان كانت من أقوى وأمتع أوقات المهرجان، غير أن المتعة كانت مخلوطة بالكثير من الألم. لم يكن جمال يتحدث عن الدراما في الشاشة وحسب بل كان يتحدث عن الدراما، والتراجيديا أحيانا، في الواقع الذي يعيشه الشام وعدد من بقاع العالم. قال جمال سليمان "أنا فنان لكني إنسان من بقعة إسمها سوريا" قبل أن يُفَصِّل في المأساة التي يحياها شعبه بين مطرقة نظام بشار الأسد البوليسي، كما سماه، والعنف الأعمى الذي تشرف عليه الجماعات الدينية المتطرفة التي رشت حدائق سوريا بدماء الأبرياء. قصة أخرى نالت الاهتمام وهي قصة الطفل "ذيب"، الشخصية الرئيسة في الفيلم الأردني الذي يحمل نفس الاسم، والتي أبهرت بإخراجها الجميل الحاضرين وصورتها التي نقلت لعيون المشاهدين صحراء الأردن بكثير من الجمال. لجنة التحكيم لم تكن بعيدة في تقييمها للأفلام عن تقييم الجمهور فقد اختار المخرج المغربي ابراهيم الشكيري، والإعلامي الجزائري علي أودجانا، والكاتب التونسي محمد السبوعي إعطاء الجائزة الكبرى للداخلة للفيلم الأردني "ذيب"، لمخرجه ناجي أبو نوار من الاْردن، وجائزة أحسن ممثل للممثل العراقي سمر محمد "ابراهيم"، عن دوره في فيلم "تحت رمال بابل"، أما جائزة أحسن ممثلة فقد حازتها الممثلة المغربية نفيسة بنشهيدة عن دورها في فيلم"عايدة". انتهت الدورة السادسة وودعت ضيوفها بابتسامات أسماء كريميش وزين العابدين شرف الدين، مديري المهرجان، واستقل الجميع طائرة توقفت بشكل متكرر في مطاري العيون وأكادير. توقف شبيه بذاك الذي تعيشه مسيرة السينما المغربية، كما علق أحد الظرفاء.