أعربت منظّمة العفو الدولية "أمنستي" في تقرير الثلاثاء عن أسفها لأنّ "العالم يتفرّج مباشرة على الهواء على إبادة جماعية" ترتكبها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة. وقالت أغنيس كالامار، الأمينة العامة لأمنستي، في مقدمة تقرير المنظمة السنوي حول حقوق الإنسان في العالم، إنّه "منذ السابع من أكتوبر 2023، عندما ارتكبت حماس جرائم مروّعة ضدّ مواطنين إسرائيليين وآخرين واحتجزت أكثر من 250 شخصا رهائن، يتفرّج العالم على شاشاته مباشرة على الهواء على إبادة جماعية".
من جهة أخرى، حذّرت منظمة العفو الدولية في تقريرها من أنّ "الهجمات المباشرة" التي تشنّها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مكتسبات القانون الدولي وحقوق الإنسان "تسرّع وتيرة ميول" لوحظت في السنوات الأخيرة في سائر أنحاء العالم. وقالت أغنيس كالامار، إنّ الأيام المئة الأولى من الولاية الثانية لترامب "تميّزت بموجة هجمات مباشرة ضدّ واجب المساءلة في مجالات الحقوق الأساسية، وضدّ القانون الدولي، وضدّ الأمم المتّحدة" مما يستدعي "مقاومة متضافرة" من بقية دول العالم. وأضافت أنّ "قوى غير مسبوقة النطاق تسعى إلى القضاء على مبدأ حقوق الإنسان للجميع، وتسعى إلى تدمير نظام دولي تمّ تشكيله بدماء ومعاناة الحرب العالمية الثانية والمحرقة". وفي تقريرها، أعربت المنظمة عن غضبها إزاء حياة ملايين البشر التي "دُمّرت" في 2024 بسبب الحروب أو انتهاكات حقوق الإنسان أكان ذلك في الشرق الأوسط أو السودان أو أوكرانيا أو أفغانستان حيث الضحية الأبرز هي حقوق المرأة. ويتّهم التقرير بشكل خاص عددا من الدول الأقوى في العالم، وفي مقدّمها الولاياتالمتحدة وروسيا والصين، ب"تقويض" مكتسبات القانون الدولي ومكافحة الفقر والتمييز. ولفتت كالامار في مقدّمة التقرير إلى أنّ هذه "الهجمات غير المسؤولة والعقابية" متواصلة منذ سنوات عدّة لكنّ عودة ترامب إلى البيت الأبيض "لن تؤدّي إلا إلى تسريع" وتيرتها. وجمّدت إدارة الرئيس الجمهوري المساعدات الأميركية حول العالم، وخفّضت تمويل عدد من منظمات الأممالمتحدة، ونفّذت عمليات ترحيل لمهاجرين وموقوفين إلى دول في أميركا اللاتينية. وفي تقريرها قالت العفو الدولية إنّ "حكومات قوية عملت مرارا على عرقلة المحاولات الرامية إلى اتّخاذ إجراءات لافتة لإنهاء الفظائع".