اعتبر عبد الرجيم العلام، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة القاضي عياض في مراكش، أن حزب "العدالة والتنمية" أعاد عقارب الساعة إلى الوراء من خلال إعادة انتخاب عبد الإله بنكيران على رأسه مرة أخرى، وتكرار الأسماء نفسها في مجلسه الوطني. وقال العلام في تدوينة على فايسبوك، إن الأجواء المحيطة بمؤتمر "البيجيدي" المنعقد هذه الأيام، والنتائج التي أسفر عنها (إعادة انتخاب ابن كيران، قيادة الحزب، وأعضاء المجلس الوطني)، تكاد تشبه ما حدث في المؤتمرات الأولى للحزب من حيث طبيعة الأعضاء الذين تم ترشيحهم للأمانة العامة والمجلس الوطني، والتمويل الذاتي للمؤتمر من خلال جمع التبرعات، وحالة المشاكسة مع سلطات الداخلية.
وتساءل العلام: "هل يعكس التشابه في الشكل والأسماء استعادة للتنظيم الحزبي أم ضعفا في الاستقطاب والتجديد؟". قبل أن يجيب: "من الصعب الجزم بإجابة قاطعة في هذا الموضوع، لكن مؤشرات عديدة تُشير إلى أن حزب 2025 يختلف جذريا عن حزب 1997 و2003 و2007، فقد جرت مياه كثيرة تحت جسر هذا الحزب خلال ربع القرن الماضي، وخاصة منذ عام 2011″. وأضاف " إذا كان هناك تشابه في حالة الضعف التنظيمي والمالي بين اليوم والأمس، فإن ضعف اليوم انضاف إليه ضعف في المواقف، التي كانت هي عكاز الحزب لحظة قراره المشاركة في الحياة السياسية. إضافة إلى ترهل جسمه التنظيمي (استقالة قيادات بارزة من حجم الرميد والرباح، وأكيد لديهم الكثير من المؤيدين الذين ساروا على نهجهم)، وسوء العلاقة مع أصله الدعوي حركة التوحيد والإصلاح (التطبيع، القنب الهندي، الفرنسة)، والتراجع الملحوظ لمنظماته الموازية (النسائية، والجمعوية، والطلابية، والنقابية)، وربما ارتفاع نسبة الذين لم تعد لديهم قناعة بخصوص المشاركة السياسية". وسجل العلام أن مهمة العدالة والتنمية قد تبدو صعبة جدا في القادم من سنوات، مشيرا أن ما حدث للحزب قد يعود إلى ضعف خبرته السياسية، وقد يعود إلى الطبيعة الإنسانية لأعضائه، وقد يعود إلى أصل المشاركة في حد ذاتها. وأشار إلى أن جماعة "العدل والإحسان" ستكون من أبرز المستفيدين من حالة الضعف التي أصابت حزب العدالة والتنمية، نظراً لرفضها الدائم المشاركة في العملية السياسية، حيث كانت تؤكد أن مشاركة حركة التوحيد والإصلاح عبر حزب العدالة والتنمية لن تُحدث أي تغيير في الواقع القائم. وأضاف: "اليوم، بعد ما أصاب الحزب من ضعف، والضربات المتلاحقة التي تلقاها – وآخرها أزمة تمويل مؤتمره من مالية الدولة- سيكون لسان حال جماعة العدل والإحسان يقول: "هذا ما حذرناهم منه'". واختتم العلام تدوينته بالقول: "ليس بالضرورة أن يكون موقف الجماعة صائبا وموقف الحزب خاطئا، لكن التحليل السياسي قد يكون دقيقا، لأنني لستُ في مقام تقييم المواقف، وإنما فقط تحليل الوقائع. وهذا التحليل يبقى نسبيا في جميع الأحوال".