لم يكن يعلم الشاب الطموح "عبد الإله الجابوني/المراكشي" أن مبادرته العفوية ستكشف الستار عن أحد أخطر أنواع الفساد، الذي يلهف قوت المغاربة، ويسرق أرزاقهم، والذي تولى كِبره سماسرة السمك، ولوبيات التقسيط في الفضاءات الكبرى لبيع السمك؛ حتى ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بخرجاته المثيرة وهو يعرض بضاعته بأرخص الأثمان، التي لم تشهد المدن الساحلية مثيلا لها، بَلْهَ المدينة الحمراء التي ينحدر منها هذا الشاب اليافع، الخلوق، الوطني، المحب لبلده. إذ استطاع، هذا الشاب، في ظرف وجيز وقياسي أن يضع المغاربة في صورة ما يُبيَّت ضدهم، على حين غفلة منهم، من قبل سماسرة السمك، ولوبيات الاحتكار والمضاربات من مصاصي دماء المغاربة، الذين ظلوا، في غفلة عن المحاسبة، يغتنون على ظهر البؤساء من المغاربة، الذين دأبوا على شراء حوتهم المفضل "السردين" بأضعاف مضاعفة من ثمنه الأصلي الذي يباع به في المراسي بالمدن الساحلية (3 دراهم !!). لقد أثبت هذا الشاب الطموح، بأن بيت الفساد أهون من بيت العنكبوت، وأنه بسلوك بسيط، وتسويق إعلامي معتبر، نستطيع أن نكشف سوءة الفساد، ونفضح المفسدين، ونكسب رأيا عاما يحمل مشعل التغيير، وينهض من أجل الانعتاق. فما فعله هذا الشاب، خلال بضعة أيام، فقط، لم تستطع أن تفعله عشرات الأحزاب، والنقابات، والجمعيات، التي يضج منها بلدنا الحبيب، خلال سنوات، فضلا عن عشرات المفكرين، والسياسيين، والفقهاء، والعلماء، وخطباء المساجد،… الذين لا يحرك لكلامهم ساكن، ولا يهتم لتوجيهاتهم، ومقالاتهم، ووعودهم،… عاقل. لأنهم، بكل بساطة، يقولون ما لا يفعلون !!. لقد نجح هذا الشاب أن يصل، بخطابه التغييري البسيط والعميق، إلى قلوب المغاربة من شمال المغرب إلى جنوبه، ومن غربه إلى شرقه، دون تكلف، ولا فذلكة، ولا سعي وراء منصب، أو جاه، أو مال. وهو ما زاد حبه في قلوب المغاربة، وكسب ثقتهم. وهو المعنى الجواني العميق الذي لم يستطع الساسة، والمنتخَبون، والأئمة، والفقهاء، والإعلاميون،.. أن ينالوا نظيره. لأنه المعنى الذي كشف عن الصدق الكامن في القلب، ونضح عن حبٍّ للخير، وفعله، وسعي لإسعاد العباد، قل نظيره بين من يتزعمون محارب الوعظ، ومنابر الخطابة، والكتابة، والاستهلاك الرخيص لكلام الوعود، والضحك على الذقون. لأجل هذا، كان لابد أن يناله من بارونات، وسماسرة السوق ، بل حتى من بعض الدعاة، من أصحاب الفتاوى ذات البلاوى، الذين استغلوا الحدث، وانطلقوا ينشرون فيديوهات تحرم سلوك هذا الشاب الذي زعموا أنه يضر إخوانه في المهنة، ووو… ما ناله من إشاعات، وتهديدات، ووشايات، بعد أن فتح أعين المغاربة على حقيقة ما يبيت لهم بليل، ونجح في ترك بصمة، سيكون لها، ما بعدها، بعد أن تحولت إلى شرارة، لا شك، ستفتح شهية شباب جدد، سيحملون مشعل التغيير، وسيفضحون الفساد، بأساليب سيبدعونها، وستذهل المغاربة، كما ستذهل الذين يتسترون خلف الكذب، ولا يكفون عن استبلاد المغاربة كلما رفعوا أصواتهم يستنكرون كيت وكيت من الفساد المستشري. فتحية إجلال وتقدير لهذا الشاب الغيور، ولأمثاله من الذين يصلحون إذا فسد الناس !. وتحية لكل المغاربة الأحرار الذين ساندوه في محنته، وباركوا جهوده واجتهاده، ونصروا نضاله، وانتصروا لمظلوميته.. ! لكل هؤلاء نقول: دمتم على وطن.. !!