نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليسارية افتتاحية تنتقد فيها اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ترحيل فلسطينيي قطاع غزة إلى الأردن ومصر. وكتبت الصحيفة التقدمية أن "الرئيس الأمريكي ترامب، يواصل البحث عن مكان لنقل سكان قطاع غزة إليه، دون مراعاة أن الحديث يدور عن مليوني رجل وامرأة وطفل والقطاع هو بيتهم وأرضهم".
وسخرت الصحيفة في إقتراحه عندما كتبت "بهذه الوتيرة، كفيل بترامب إرسال سكان غزة "طوعاً" إلى الفضاء ليسكنوا المريخ بروح وعده أثناء خطاب اليمين القانونية "لتوسيع حدود الممكن إلى ما وراء النجوم، ورؤية علم الولاياتالمتحدة يرفرف على المريخ". فلماذا ليس علم فلسطين أيضاً؟ ربما يتكبد شريكه إيلون ماسك عناء الأمر الآن". وكشفت الصحيفة أن إدارة ترامب تنظر في "إعادة تموضع" لسكان قطاع غزة إلى إندونيسيا لترميم القطاع، مشيرة إلى أنه "ليس لإبداعية ترامب الجغرافية السياسية حدود: لتحويل قطاع غزة إلى سنغافورة سيجري "إخلاء – بناء" لمليوني نسمة إلى إندونيسيا". وزادت الصحيفة "أما الآن فيقترح ترامب نقل سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن. في حديث مع صحافيين في طائرة "اير فورس 1" قال ترامب إن القطاع "موقع هدم حقيقي في هذه اللحظة. يكاد يكون كل شيء مدمراً، والناس يموتون هناك، كنت أود أن تأخذهم مصر والأردن... نحن نتحدث على ما يبدو عن مليون ونصف نسمة. وببساطة، سننظف هذا الموضوع كله". وأضافت الصحيفة "تبدو خطة الولاياتالمتحدة هي لنقل الفلسطينيين من القطاع لثلاث دول عربية ودولة أخرى في آسيا لمدة نصف سنة حتى سنة، ثم خروجهم منها بداية 2026، لكن ليس عودة إلى القطاع بالضرورة. بكلمات أخرى: ترانسفير (ترحيل). أو إن شئتم ترامبسفير". وذكرت الصحيفة أنه "سبق لترامب أن تحدث في هذا الشأن مع الحكام ذوي الصلة: عبد الله الثاني ملك الأردن، وعبد الفتاح السيسي رئيس مصر. فقد قال لعبد الله: "يسرني أن تأخذوا على أنفسكم أكثر، لأني أنظر إلى كل قطاع غزة في هذه اللحظة، وهذه فوضى. حقاً فوضى"، وكما كان متوقعاً، بلغت مصر الولاياتالمتحدة بأنها لن تستقبل حدودها لاجئين فلسطينيين". أما من انقض على الفكرة كغنيمة عظيمة، كما قالت الصحيفة فهم "ممثلو اليمين المتطرف في إسرائيل ممن يحلمون منذ عقود بترحيل الفلسطينيين. "فكرة مساعدتهم في إيجاد أماكن أخرى لبدء حياة جيدة جديدة تبدو فكرة رائعة"، قال سموتريتش، أما النائب بن غفير الذي يواصل طريق مئير كهانا فاقترح أن تنفذ الحكومة الفكرة بنفسها. قل لي من يتحمس لأفكارك أقل لك مدى هذيانهم". وخلصت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن "النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني لا يمكن تسويته بحلول سحرية. بالتأكيد ليس حين تتحلى بالترانسفير وتتضمن تطهيراً عرقياً. يجمل ألا تطرح أفكار تعطل اتفاقات السلام بين إسرائيل وكل من مصر والأردن".