لتكن البداية "شعبوية" إذن: ما معنى أن ينزل حزب مشارك في الحكومة إلى مظاهرات تطالب بإسقاط نفس الحكومة؟! اللون بنفسجي إلى أبعد الحدود.. إنه خلط في الألوان ما يمنح "البنفسجي" اسمه وغموضه.. لذلك عندما حاول صاحب كتاب "القوس والفراشة" أن يَبرز في مسيرات 20 مارس الأخيرة تلقى "صفعة" شباب 20 فبراير ب"البث المباشر"، وحدث له مثل كل أولئك الذين حاولوا دخول "ميدان التحرير" في مصر، بعد أن نافقوا "ثورة الفل".. محمد الأشعري حدث له نفس الشيء في 20 مارس، عندما حاول اعتلاء رأس مسيرة الرباط، ليحيطه شباب وشابات "حركة 20 فبراير" بالصفير والصراخ من كل جانب، وليجبروه على الرجوع إلى الخلف قليلا "لأن رأس 20 مارس هو رأس شباب 20 فبراير وفقط". ليكن وسط الكلام "شعبويا" أيضا: أليس "حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" أحد مشاكل هذا البلد أيضا؟ اللون بنفسجي إلى أبعد الحدود.. خلط الألوان هو ما يمنح "البنفسجي اسمه وغموضه". يبدو عبد الواحد الراضي، في حمى اللون، الأكثر انسجاما مع نفسه ومع مآل حزبه، لأنه بقي إلى آخر نفس في المجلس الوطني الأخير للاتحاد يقول ما مضمونه: "لن يجرنا بعض الشباب إلى الشارع، نحن الحزب العتيد".. الراضي واضح حد البنفسج.. الراضي شفاف.. هنا والآن يعود السؤال الشعبوي الأول للتجلي: "ما معنى أن ينزل حزب مشارك في الحكومة إلى مظاهرات تطالب بإسقاط نفس الحكومة بوزرائها الاتحاديين". لتكن الخاتمة "شعبوية" أيضا: لماذا لا يُسقط الاتحاديون الفساد داخل حزبهم أولا، قبل أن يطالبوا بإسقاط الفساد مع شباب 20 فبراير؟ لا يكفي أن يظهر عبد الهادي خيرات وهو يطلق "التبوريدة" عند مصطفى العلوي ليصير "البنفسجي" لونا حقيقيا.. لا لا يكفي.. لا يكفي أن تطبعوا بعض اللافتات الورقية لشباب 20 فبراير من أموال حزبكم لتشتروا "20 فبراير". يجب أن يُسقط البنفسج فساد "البنفسج" أولا. انتهى.