لقي طفلان مصرعهما غرقا في إحدى البرك التي خلفتها الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة مراكش مساء أول أمس الأحد، وأغرقت عددا من الشوارع الرئيسية والأزقة بالمدينة الحمراء. وقال فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش، إن الطفلين غرقا في بركة قرب دوار آيت علي الشطر السادس بتامنصورت، وقد تم انتشال جثتيهما في الساعات الأولى من صباح يومه الثلاثاء.
ودعت الجمعية في بلاغ لها النيابة العامة إلى فتح تحقيق في مواجهة المجلس الجماعي لحربيل، بسبب مسؤوليته التقصيرية والإهمال وعدم تأهيل البنيات التحتية. واعتبر حقوقيو مراكش أن 20 دقيقة من الأمطار لا يمكن اعتبارها قوة قاهرة، وليست مبررا للكارثة التي حدثت، فلا يمكن أن تحدث كل تلك الخسائر لولا العيوب المكشوفة والأخطاء الفنية والتقنية وغياب المراقبة الفعالة للتأكد من صلابة وقوة البنيات التحتية المنجزة، واحترامها للمواصفات والمعايير التقنية، وهو ما لم يسلم منه حتى مطار المنارة الذي غمرت المياه بعض مرافقه. وأكدت الجمعية أن حجم الخسائر وبروز فضائح هو نتاج للفساد وسوء التدبير والتسيير والغش المقرون بالغدر وعدم احترام دفاتر التحملات، وتقاعص المجلس الجماعي وأجهزة الرقابة في تتبع الاشعال، وتقويم نشاط الشركات المعنية بالتدبير المفوض لقطاعات مهمة. ونبه ذات المصدر إلى أنه ورغم مرور 24 ساعة عن التساقطات المطرية بقيت العديد من الشوارع غارقة في الأوحال والبرك المائية. وسجلت الجمعية حدوث أضرار مادية مست السكان في العديد من الأحياء، ناهيك عن تهديد حياة المواطنين والمواطنات بوجود رافعات للبناء لم تكن موضوعة بطريقة سليمة لتجنب خطرها، مما جعل قوات الجيش تتدخل لتفكيكها أمام عجز باقي الجهات، ودفع السلطات إلى إغلاق أحد الشوارع بحي المحاميد لوجود عمود للاقط الهاتف علوه يقارب 20 متر آيل للسقوط. وطالب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بافتحاص تقني وفني وعلمي للمنجز من البنيات التحتية التي تتضمن عيوبا واختلالات تبين غياب المهنية والمراقبة، إضافة إلى الافتحاص المالي المخصص لإنجاز البنيات التحتية التي ظهر أنها مغشوشة وفاقدة للنجاعة، مع محاربة كل اشكال الفساد المالي والغش وعدم احترام المعايير. وحمل حقوقيو مراكش المجلس الجماعي مسؤولية هشاشة البنيات وتصدعها عند أول امتحان، وكأنها موضوعة أو منجزة لتتطابق والجفاف وانعدام أو قلة الأمطار، علما أن بنيات لم يمض على إنجازها إلا شهور ظهرت بها عيوب حتى قبل التساقطات المطرية.