في الذكرى الأولى لانطلاق معركة طوفان الأقصى، حج عشرات الآلاف من المواطنين من مختلف المدن المغربية إلى الرباط، اليوم الأحد، للمشاركة في المسيرة الوطنية تضامنا مع الشعب الفلسطيني ومقاومته، وتنديدا بالعدوان الصهيوني الذي توسع ليشمل الأراضي اللبنانية. وانطلاقا من ساحة باب الأحد وصولا إلى مبنى البرلمان، احتشد المغاربة نساء ورجالا، من مختلف الأعمار والأطياف، يردد صغيرهم وكبيرهم شعارات تسيدها مطلب إسقاط التطبيع. المسيرة الشعبية زينتها أعلام فلسطينولبنان، ورموز وفصائل المقاومة وقادتها في البلدين، وعلى رأسهم حسن نصر الله وإسماعيل هنية، اللذين اغتالتهما إسرائيل. وشهدت المسيرة مشاركة هيئات من مشارب إسلامية ويسارية، فضلا عن هيئات مهنية، كالمحامين والأساتذة الجامعيين، والأطباء، الذين وحدهم الشارع والشعارات المناصرة لفلسطينولبنان، والرافضة للتطبيع الرسمي الذي يأتي مخالفة للمطلب الشعبي الداعي لتجريمه. ومن جملة الشعارات التي صدحت بها حناجر المشاركين في مسيرة الرباط؛ "الشعب يريد إسقاط التطبيع"، و"المطبع يا صهيون الشهداء فالعيون"، و"الشهيد خلا وصية لا تنازل عالقضية"، و"شعب الأقصى سير سير حتى النصر والتحرير"، و"أوقفوا العدوان.. على غزةولبنان", و"لا سفارة لا سفير اطلع منها يا حقير". وفي خطوة رمزية، وقع المئات من المواطنين على بيان يدين الإجرام الغاصب في لبنانوفلسطين، ويطالب المنتظم الدولي بالتدخل العاجل للضغط من أجل وقف الحرب والتقتيل والتجويع والتدمير الصهيوني، مع مطالبة الدولة بوقف استقبال سفن إسرائيل وإسقاط كل أشكال التطبيع. ولم تخل المسيرة من شعارات ولافتات مطالبة بالمقاطعة الاقتصادية للمنتجات الإسرائيلية، ولكل الشركات والعلامات التجارية الداعمة للكيان الصهيوني، مع التنبيه إلى أن اقتناء هذه السلع يعد مشاركة غير مباشرة في دعم المجازر التي لم تتوقف في غزة وعموم فلسطين منذ 7 أكتوبر من العام الماضي. كما حضرت في هتافات المحتجين أحداث عاشها المغرب خلال سنة العدوان، وعلى رأسها استقبال سفينة إسرائيلية بميناء طنجة لتزويدها بما تحتاج قبل إكمال طريقها صوب الكيان، إضافة إلى واقعة رفض عميد كلية العلوم بنمسيك توشيح طالبة لارتدائها الكوفية، حيث ندد المحتجون بالواقعتين. وقال منظمو المسيرة، إن هذه الأخيرة، تشكل استفتاء شعبيا جديدا على رفض التطبيع، حيث أكد المغاربة الذين توافدوا من شمال المملكة وجنوبها وشرقها وغربها، على رفضهم لأي علاقة مع الكيان، وطالبوا بغلق مكتب الاتصال وطرد من فيه. وقال جمال الشوبكي، سفير فلسطينبالرباط، إن المغاربة الذين واصلوا الاحتجاج منذ عام من العدوان الإجرامي والتطهير العرقي، في طليعة الشعوب التي خرجت وصدحت عاليا رفضا للعدوان، ودعما للقضية الفلسطينية، وهو ما تأكد في مسيرة اليوم.