وفقًا لاستطلاع الرأي العالمي حول توجهات المستهلكين الذي أجرته "مجموعة بوسطن الاستشارية" لعام 2023، سجل المغرب نسبة عالية من استخدام "تشات جي بي تي" ChatGPT بين المستهلكين، حيث احتل المرتبة الثانية عالميًا بنسبة 38 بالمائة من المستخدمين الذين شملهم الاستطلاع. ويشير هذا الترتيب إلى انتشار واسع للتكنولوجيا المتقدمة في المغرب، مما يعكس توجهات المواطنين المغاربة نحو تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها في مختلف جوانب الحياة. علما أن المغرب ليس وحده في هذا الاتجاه، إذ يأتي بعد الهند التي تصدرت القائمة بنسبة 45 بالمائة من المستخدمين. ويتماشى هذا الاتجاه في المغرب مع التوجه العام في الدول ذات التركيبة السكانية الشابة، حيث يسهم الجيل الشاب الأكثر معرفة بالتكنولوجيا في زيادة نسبة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي". ويرى الخبراء أن هذا الأمر يعكس تزايد الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في المغرب، خصوصًا في مجالات التعليم، العمل، والبحث. في المغرب، يستخدم "تشات جي بي تي" بشكل كبير لتحقيق أهداف محددة، مثل المساعدة في البحث أو كأداة مساعدة شخصية افتراضية. ويعكس هذا الاستخدام الجاد للتكنولوجيا رغبة المغاربة في تحسين حياتهم من خلال الوصول إلى حلول مبتكرة تلبي احتياجاتهم اليومية. ومع تزايد استخدام "تشات جي بي تي" والتكنولوجيا المشابهة في المغرب، يتوقع أن يستمر هذا التوجه في النمو، خصوصًا مع زيادة الوعي بفوائد الذكاء الاصطناعي. ويبدو أن المغرب، كغيره من الدول الشابة، مهيأ للاستفادة من هذه الثورة التكنولوجية، مما يعزز مكانته كواحد من البلدان الرائدة في تبني التكنولوجيا على مستوى العالم. وتأتي الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثالثة بنسبة 34 بالمائة، مما يشير إلى التزامها بالابتكار التكنولوجي وتطوير البنية التحتية الرقمية في المنطقة. تشمل القائمة أيضًا دولًا مثل الأرجنتين، البرازيل، وإندونيسيا، التي سجلت نسبة 32 بالمائة من المستخدمين في كل منها. يعكس هذا الانتشار في دول أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا تأثير الذكاء الاصطناعي على مختلف المجالات، بدءًا من التعليم وحتى الأعمال التجارية. من ناحية أخرى، سجلت جنوب أفريقيا نسبة 31 بالمائة، والفلبين 28 بالمائة، ما يؤكد على أن تبني التكنولوجيا ليس محصورًا في الدول الكبرى أو الأكثر تقدمًا تقنيًا، بل يشمل أيضًا الدول النامية التي تسعى لتحسين جودة الحياة من خلال الذكاء الاصطناعي. في السويد وكوريا الجنوبية، تبلغ نسبة المستخدمين 27 بالمائة و26 بالمائة على التوالي، مما يعكس الاهتمام المتزايد في هذه الدول بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي واستخداماته المتنوعة. أما الدول الكبرى مثل الولاياتالمتحدة، أستراليا، والمملكة المتحدة، فقد سجلت نسبًا أقل تتراوح بين 22 بالمائة و23 بالمائة، ما يشير إلى أن استخدام "تشات جي بي تي" في هذه الدول يميل أكثر إلى الاستخدامات الترفيهية أو الاستكشافية. بوجه عام، تظهر البيانات أن الدول ذات التركيبة السكانية الشابة والمتقدمة تكنولوجيًا تميل إلى استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل أكثر كثافة وجدية. ويعكس هذا الاتجاه اعتمادا متزايدًا على هذه الأدوات كجزء من الحياة اليومية، سواء كان ذلك لأغراض مهنية أو تعليمية أو حتى للبحث عن حلول ذكية لتحديات الحياة.