استثمر الإعلام الموالي للرئيس المصري الجنرال عبد الفتاح السيسي على نحو لافت في صورة تم التقاطها على عجل في نيويورك لمصافحته للرئيس الأمريكي باراك أوباما . وتصدرت صورة المصافحة التي لم تستغرق ثوان على هامش قمة مكافحة التطرف والعنف صفحات كبريات الصحف الصادرة اليوم في القاهرة ومعها خبر تكرر وكأنه تم إملاؤه من جهة بعينيها . ويقول بان أوباما توجه لمصافحة الرئيس المصري. علما بان أوباما لم يلتق بالسيسي خلال اجتماعات الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام . وهو ما تسبب في احراج لصحف وقنوات موالية للسيسي كانت قد احتفت بنشر اخبار تستبق هذه المقابلة. وبدلا من هذا حظي الرئيس المصري بمقابلات مع قادة، أبرزها تلك التي جمعته بالرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، حيث باتت القاهرة أخيرا من أبرز مشتري السلاح من باريس. وقالت عنوان لصحيفة الأهرام ان " أوباما غادر المنصة ليصافح السيسي". ونشرت "الأخبار" عنوانا في صفحتها الأولى ايضا يقول: "في لفتة غير تقليدية.. أوباما يترك منصة الأممالمتحدة لتحية السيسي". ومن جانبها إختارت "المصري اليوم" عنوانا لخبر رئيسي في الصفحة الأولى يقول: "مصافحة بين أوباما والسيسي اثناء قمة الإرهاب ". إلا ان مراقبين شاهدوا المصافحة أكدوا انها جاءت عرضا عندما كان يتخذ الرئيس الأمريكي طريقه في القاعة التي جمعته والسيسي والعديد من الرؤساء. كما فسروا هكذا اهتمام اعلامي مبالغ فيه الى ان نظام السيسي مازال يعاني من عقدة الشرعية الدولية إثر قيامه بعد الانقلاب على أول رئيس مدني منتخب في 3 يوليو 2013 . وربط المراقبون بين هكذا إهتمام اعلامي وبين تصريح السيسي في مطلع زيارته لنيويورك هذا العام عن الحاجة الى توسيع نطاق السلام والتطبيع بين اسرائيل والدول العربية . وهو تصريح أحرج مؤيدي السيسي داخل مصر من بين الناصريين والقوميين المناهضين لتل أبيب. ومن جانبه كتب جمال حسين رئيس تحرير "الأخبار المسائي" في عدد اليوم افتتاحية بالصفحة الأولى تحت عنوان "السيسي يخطف الأبصار". واشار الى أنه يشعر بالفخر لأداء السيسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال: "استطاع بدهاء وحنكة ان يخطف الأبصار ولاقت كلمته قبولا عالميا واسعا لدرجة ان القاعة صفقت 10 مرات خلال كلمته التي استغرقت 20 دقيقة ". وزعم جمال حسين أن "هذا لم يحدث لأي زعيم في العالم". ووصف المقال السيسي بانه صاحب كاريزما واستطاع ان يصل الى قلوب كل الوفود ويكسب ثقة العالم". مراقبون في القاهرة سخروا من الأطقم الاعلامية التي يصطحبها السيسي على نفقة الدولة المصرية في زياراته الخارجية كي يصفقوا له ويهللوا في المؤتمرات الصحفية وخلال القائه لكلماته في المحافل الدولية. واليوم نشرت العديد من الصحف المصرية خبرا عن تقدم السفارة المصرية في واشنطن لشكوي الى السلطات الأمريكية ازاء ما وصفته باعتداء متظاهرين موالين للإخوان ومناوئين للسيسي على هؤلاؤ الاعلاميين خلال مصاحبتهم للرئيس المصري في نيويورك.