يأمل يوسف جبهة رئيس جمعية المُستقبل للمياه المستعملة لأغراض فلاحية بحوض الكردان في تارودانت، أن "تتسارع جهود الدولة لتحقيق المشروع الحيوي المتعلق بتحلية مياه البحر لريّ 10 آلاف هكتار بالمنطقة، ممّا سيسهم في إنقاذ الفلاحة والفلاحين بهذا الموقع الفلاحي الأكبر في المغرب، وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني وزيادة الإنتاج الزراعي". وأوضح يوسف جبهة، الذي يشغل أيضا مهمة رئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة، في تصريح لموقع "لكم"، أن مشروع سقي منطقة الكردان (تارودانت)، وهو أكبر موقع فلاحي لإنتاج الحوامض والبواكر بالمغرب، انطلق منذ عام 2009 برعاية الملك، ويعدّ من المشاريع الرائدة والفريدة من نوعها التي تُدار تقريباً منذ 14 عاماً من قبل القطاع الخاص. وهو ما ساهم بحمد الله في إنقاذ منطقة الكردان، التي كانت تاريخياً معروفة بإنتاجها الزراعي الوفير، خاصة في مجال إنتاج الحوامض.
وأوضح جبهة أنه "خلال السنوات الأخيرة، تأثرت المنطقة بالجفاف وعدم انتظام هطول الأمطار، إضافة إلى مشكلة توقف سد أولوز عن تزويد المياه منذ نوفمبر 2023، ممّا أدى إلى استنزاف المياه الجوفية وتفاقم الأزمة المائية. هذا الوضع شكل أحد كبرى انشغالات جمعية مستقبل حوض الكردان تم خلاله تقديم معطيات عامة حول الحالة المائية والزراعية في المنطقة بحضور مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، الذي قدم عرضاً مهمّاً حول المنطقة والفلاحة. كما شارك المدير العام لوكالة الحوض المائي بدوره، والذي قدم نظرة شاملة عن الوضع المائي وحقينة السدود، مبشراً بوجود حوالي مليون متر مكعب من المياه في السّد هذا الأسبوع. كما شكل اللقاء مناسبة، يشرح جبهة، لتدارس وضعية الماء مع شركة "أمانسوس" في إدارة المشروع والإجابة على استفسارات الفلاحين وانتظاراتهم وتخوفاتهم وآمالهم، إلى جانب مشروع إنشاء محطة تحلية مياه البحر في منطقة الكردان الكبرى، التي تضم سبع جماعات، وهي جماعة مشرع العين، جماعة خنافيف، وجماعة الكردان، جماعة الكدية، وجماعة لمهادي، جماعة أهل الرّمل، وجماعة أولاد تايمة. هذا المشروع يعتبر ضروريا لإنقاذ المنطقة من الأزمة المائية الحالية ودعم الزراعة والفلاحة بالمنطقة لاستدامة الأمن الغذائي ومناصب الشغل.