قال مجموعة من فلاحي منطقة سبت الكردان، ضواحي تارودانت، خلال اجتماع لهم، إن مشاريعهم الفلاحية أضحت مهددة بالإفلاس، نتيجة غلاء السومة الخاصة بتكلفة مياه السقي. وأفاد يوسف جبهة، فاعل في القطاع الفلاحي، في هذا الصدد، أن التكلفة المرتفعة لمياه السقي أثرت بشكل سلبي على التنافسية داخل السوق الوطني، إذ يضطر الفلاحون إلى عرض منتوجاتهم بتسعيرة أغلى من مثيلاتها في باقي المناطق الفلاحية الأخرى. واعتبر جبهة أن التسعيرة الحالية تعتبر الأعلى بنسبة مضاعفة مرتين مقارنة مع 16 منطقة فلاحية على الصعيد الوطني، وهو الأمر الذي بات يؤثر سلبا على مردودية الفلاحين بمنطقة الكردان، نظرا لارتفاع تكلفة الإنتاج المرتبطة أساسا بمياه السقي. واستطرد المتحدث أن فلاحي المنطقة استبشروا خيرا بخروج هذا المشروع إلى حيز الوجود خلال السنوات الأخيرة، بتتبع وإشراف من جهات عليا، بغاية إنقاذ منطقة الكردان من الجفاف الذي أثر على الإنتاجية داخل الضيعات الفلاحية، جراء نضوب الفرشة المائية الباطنية، حيث تم رصد اعتمادات مالية ضخمة لجلب مياه السقي عبر قنوات مائية ضخمة من سد المختار السوسي بمنطقة اولوز، غير أنه سرعان ما تحول هذا المشروع إلى كابوس لفلاحي المنطقة، جراء الارتفاع المهول لتكلفة السقي، وهو ما جعل عددا من الفلاحين البسطاء يعجزون عن مواصلة سقي أراضيهم الفلاحية، بسبب عجزهم عن أداء ما بذمتهم من مبالغ مالية لفائدة الشركة المناولة، الأمر الذي جعل الأخيرة تسحب عدادات الاشتراك من داخل الضيعات ومطالبة هؤلاء بأداء الحساب. وفي السياق نفسه، ندد المتحدثون بما وصفوه بأسلوب التماطل والتسويف اللذين تنهجهما الشركة في الاستجابة لمطالب الفلاحين، وتقاعسها في إيجاد حلول آنية لمشاكل الفلاحين، وطالب المتضررون الجهات المتداخلة، بالتدخل لإنقاذ المئات من الضيعات الفلاحية من خطر الإفلاس التي يتهددها، خاصة وأن منطقة الكردان تعتبر رائدة في مجال إنتاج وتصدير الحوامض، وتشغل يدا عاملة كبيرة سواء داخل الضيعات الفلاحية أو بمحطات تلفيف الحوامض.