مرت يوم الجمعة 14 غشت، الذكرى السنوية الثانية لمذبحة "رابعة العدوية" على مصر من دون مزيد دماء. لكنها وللمفارقة شهدت ضربات أمنية أصابت رموزا اشتهرت بمناصرتها للانقلاب على الرئيس الاخواني "محمد مرسي" ونفاقها لحكم الرئيس "عبد الفتاح السيسي". نشرة الأخبار الرئيسية بالقناة الأولى للتليفزيون الرسمي في التاسعة مساء قالت بأن دعوات "تنظيم الاخوان الارهابي" للتظاهرة في الذكري فشلت، وبعدما تصدرها خبر زيادة الملاحة ب"قناة السويسالجديدة ". وسبق النشرة تنويه عن إعادة برنامج بعنوان "مصر بتفرح" في السهرة ليلا. وكانت قنوات التليفزيون الرسمي تجاهلت منذ الصباح الباكر الذكري، وأخذت في بث برامج تنسج على نغمة الفرح بافتتاح التفريعة الجديدة للقناة. وهذا رغم مرور اكثر من أسبوع على الحدث. أما القنوات التليفزيونية الموالية للإخوان التي تستقبلها الأطباق اللاقطة للفضائيات فقد امتلأت شاشاتها بلقطات لمظاهرات عديدة بانحاء مصر في ذكري رابعة . إلا انها ايضا بحلول الليل لم تشر الى سقوط أي ضحايا في هذه المظاهرات، وهذا على غير المعتاد. مصادرة صحيفة "عبد الحليم قنديل" لكن يوم ذكرى مذبحة فض أعتصام مؤيدي الرئيس المعزول مرسي بدأ بثلاث وقائع لافته شغلت المصريين. فقد تعرضت صحيفة "صوت الأمة" الأسبوعية للمصادرة. ويرأس تحريرها الدكتور "عبد الحليم قنديل"، والذي كان من ابرز الكتاب الصحفيين المعارضين للرئيس المخلوع "مبارك" واشتهر لاحقا بتأييده اللامحدود والمبالغ فيه ل "السيسي". وأكد قنديل في تصريحات لموقع " البداية" الإلكتروني ان جهات رقابية أمنيه لم يحددها صادرت نسخ الصحيفة من المطبعة وطاردت أعدادا منها تسربت الى باعة الصحف وقامت بفرمها جميعا. كما عادت وسمحت باعادة طبع العدد بعد حذف موضوع من الصفحة الأولى يحمل عنوان "أحزان الرئيس"، يتحدث عن تدهور الحالة الصحية لوالدة "السيسي"، وزيارته لها في المستشفي الأسبوع الماضي. وقال "قنديل" إن "ماجري معه تكرر من قبل ويحدث مع آخرين". اعتقال مالك قناة الفراعين التليفزيونية "توفيق عكاشة" ونافس مصادرة "صوت الأمة" نبأ القبض فجر يوم الجمعة 14 غشت على الإعلامي ومالك قناة الفراعين التليفزيونية "توفيق عكاشة". وهو الآخر من مؤيدي "السيسي" بلا حدود، لكنه على عكس "قنديل" من المجاهرين بالعداء لثورة 25 يناير. وجاء القبض على "عكاشة" بعد ساعات من بث برنامج له يستهزئ بوزير الداخلية اللواء "مجدي عبد الغفار" ويهدده اذا لم يقم باعادة الحراسة الشخصية المصاحبة له، زاعما بأن حياته مازلت مستهدفة من الإخوان وأنصارهم. لكن وزارة الداخلية قالت في بيان لها ان القبض على "عكاشة" جاء لتنفيذ حكم حبس قضائي ضده بمقتضي دعوى رفعتها طليقته. إلا ان محاميه "خالد سليمان" قال لوسائل الإعلام ان "عكاشة" تعرض لاهانات خلال القبض عليه وان الحكم بحسبه ستة اشهر صدر منذ زمن طويل وأنه بصدد التصالح . وكانت صحف القاهرة الصادرة صباحا قد نشرت نبأ التحفظ على أموال رجل أعمال يمتلك واحدة من أكبر شركات صناعة الألبان في البلاد ويدعي "أحمد صفوان ثابت" بدعوى انه متورط في تمويل جماعة الإخوان المحظورة قانونا والتي تصنفها السلطات "تنظيما ارهابيا". ونقلت عن الرجل الذي انفقت شركته بدورها في الدعاية ل "السيسي" ومشروع "قناة السويسالجديدة" انه "يشعر بالصدمة". غالبية الصحف تجاهلت الاشارة الى ذكرى مذبحة "رابعة" وإن كانت صحيفة ك "الأهرام" قد حملت تحذيرات ضد التظاهر. وصدرت بعنوان رئيسي: "الأمن جاهز لمواجهة دعاة العنف والتخريب". وحدها طرحت صحيفة "التحرير" المستقلة السؤال: هل كان بالامكان تجنب دماء رابعة؟. واجابت في تحقيق نشرته على صفحة كامله بأن فض الاعتصام بوسائل سلمية كان ممكنا. واعتبرت ان سلطة الدولة وقيادة جماعة الإخوان يتحملان معا المسئولية عن تنحيه الخيارات السلمية. ويذكر ان التضارب يلف عدد ضحايا فض اعتصام رابعة العدوية في 14 غشت 2013 بين من يذهب الى أنهم اقل من ألف قتيل وبين مصادر تقول بأنهم تجاوزوا الثلاثة آلاف. وعلما بأن منظمات حقوقية دولية كانت قد وصفت ماجري في رابعة بانه اسوأ واقعة قتل جماعي لمتظاهرين في تاريخ مصر الحديث. كما طالبت بمحاكمة المسئولين عن المذبحة ويتقدمهم "السيسي" نفسه الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع حينها. التصريحات التي تسببت في اعتقال صاحب قناة "الفراعين"