في عام 2022، أصبح المغرب أول فريق كرة قدم وطني أفريقي وعربي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم للرجال، كما فاز الوداد بدوري أبطال أفريقيا. واستمرت الأخبار الجيدة في عام 2023 حيث صنع منتخب السيدات التاريخ ببلوغه دور ال16 في كأس العالم والأخبار التي تفيد بأن المغرب سيستضيف بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025 ويشارك في استضافة مونديال 2030. في حوار أجرته مجلة "ذا كونفرسيشن" الأميركية مع أستاذ الإدارة الرياضية بجامعة قطر، محفوظ عمارة، قال إن "الدولة المغربية طورت منتخباتها الوطنية منذ الاستقلال عام 1956، منذ ذلك الحين شكلت الساحرة المستديرة جزءا من نسيج الأمة المغربية". وأوضح الخبير أن الملك الراحل الحسن الثاني كان رياضياً مخلصاً، وأدرك أهمية دمج الرياضة في عملية بناء الدولة الوطنية، مما يعود بالنفع على قطاعات استراتيجية مختلفة، أبرزها السياحة. وقد واصل الملك الحالي محمد السادس، هذه الإستراتيجية، بما في ذلك تقديم العطاءات لاستضافة بطولات كرة القدم الكبرى، وقد أدى ذلك إلى بناء مرافق رياضية تلبي المعايير الدولية. كانت هناك عوامل أدت إلى نجاح عرض استضافة كأس الأمم الأفريقية 2025، وفقا لمحفوظ عمارة، فقد تم بالفعل ذكر الالتزام السياسي والقدرة المتزايدة على استضافة أفضل الألعاب، كما أدى الأداء القوي على الساحة العالمية إلى تعزيز سمعة كرة القدم المغربية على المستوى الدولي. وأضاف عمارة: "هناك عامل آخر وهو النفوذ المتزايد للبلاد في إدارة كرة القدم. لقد وضع المغرب نفسه استراتيجيا في حوكمة كرة القدم الإفريقية والدولية، مع وجود شخصيات مؤثرة مثل فوزي لقجع الذي يشغل مناصب رئيسية في منظمات مثل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم والهيئة العالمية لكرة القدم الفيفا." ومع ذلك، فإن استضافة كأس الأمم الأفريقية عام 2025 تأتي مع تحديات في أعقاب الزلزال، وسيتعين على البلاد أن تنفق موارد كبيرة على إعادة بناء المناطق المتضررة، يستدرك الخبير. ومع ذلك، أشار عمارة إلى أن استضافة كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم، على الرغم من الالتزام المالي، تعد بمثابة فرصة لتعبئة مختلف القطاعات وتسريع برامج التنمية، خاصة (كما نأمل) في المناطق المتضررة بشكل مباشر من الزلزال. إما إيرادات المغرب من كرة القدم، فإنها تأتي صفقات الرعاية واتفاقيات حقوق التسمية وعقود البث التلفزيوني وإيصالات البوابة ومبيعات البضائع. كما يوضح المتحدث، تتيح استضافة الأحداث الرياضية الدولية الكبرى للدول فرصة تحقيق إيرادات من المشجعين الزائرين. ويستفيد المغرب من الأجواء النابضة بالحياة لهذه الأحداث، مما يؤدي إلى زيادة الاستهلاك في مختلف القطاعات؛ البيع بالتجزئة، والضيافة، والترفيه، والأغذية... علاوة على ذلك، يتم تحفيز نمو فرص العمل. "وبطبيعة الحال، البنية التحتية باهظة الثمن." يقول عمارة متحدثا عن الملاعب المغربية، معتبرا معظمها جاهزة لكأس العالم 2025، ومن المقرر إجراء عمليات تجديد وتحديث محتملة لكأس العالم 2030. وأضاف: " إن الاستضافة المشتركة لكأس العالم تعمل على توزيع العبء المالي بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، مما يقلل من المخاطر المالية الفردية." وعلى الرغم من النكسات مثل الزلزال والنظر في الاضطرابات الحالية في المنطقة بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، فإن كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم سيكونان بمثابة مناسبات مهمة لتوحيد المغاربة من خلفيات متنوعة احتفالاً بتراث كرة القدم الغني. توفر هذه الأحداث أيضًا لعشاق كرة القدم في شمال إفريقيا فرصة فريدة للانغماس الكامل في تجارب كرة القدم الإفريقية والعالمية. حسب ما تضمنه الحوار.