وقعت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط مع مؤسسة التمويل الدولية، العضو في مجموعة البنك الدولي، على قرض أخضر بقيمة 100 مليون أورو، لبناء محطات للطاقة الشمسية بقيمة 360 مليون أورو لإنتاج الأسمدة منخفضة الكربون. وأفاد بلاغ مشترك بأن هذا الاتفاق يهدف الى زيادة إنتاج الأسمدة منخفضة الكربون باستخدام الطاقة الشمسية، مما يساعد النظم الغذائية الخضراء و يقلل من تعرضها لتقلبات أسعار المواد الهيدروكربونية. وبموجب الاتفاق، الذي تم الإعلان عنه خلال الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بمراكش، سيتم بناء محطتين للطاقة الشمسية لتوفير الطاقة النظيفة لأنشطة المكتب الشريف للفوسفاط المنجمية في مدينتي ابن جرير وخريبكة اللتين تضمان أكبر احتياطات الفوسفاط في المغرب والعالم. وأوضح البلاغ ان القدرة الإجمالية للمحطتين ستبلغ 400 ميغاوات في ذروتها وما يصل إلى 100 ميغاوات في الساعة من سعة تخزين البطاريات مما يجعل منه أول مشروع واسع النطاق للطاقة الشمسية الكهروضوئية يتوفر على بنية تحتية متكاملة للتخزين في المغرب – والأكبر في شمال إفريقيا. ونقل البلاغ عن مصطفى التراب، الرئيس المدير العام لمجموعة المكتب الشريف لفوسفاط قوله إن "اتفاق اليوم يشكل خطوة كبيرة نحو تحقيق هدفنا المتمثل في استخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100 في المائة في إنتاج الأسمدة بحلول سنة 2027". وأضاف أن "تعاوننا المتنامي مع مؤسسة التمويل الدولي يعكس توافقنا مع الحاجة الملحة للتصدي للتحديات العالمية للأمن الغذائي وتغيير المناخ". من جانبه اعرب المدير العام لمؤسسة التمويل الدولية مختار ديوب عن ارتياح مؤسسته لدعمها لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط "في نهجها للحد من أثرها الكربوني، وهي استراتيجية ستكون لها آثار إيجابية طويلة الأمد ليس فقط في المغرب، ولكن أيضا على إمدادات الغذاء العالمية". وأضاف أن صناعة الأسمدة تحتاج إلى شركات رائدة مثل مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط لاعتماد مسار مستدام للمستقبل، مؤكدا ان مؤسسة التمويل الدولية تلتزم بدعم هذا التحول الهام. ويتم تنفيذ برنامج الطاقة الشمسية لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط من قبل OCP Green Energy وهي شركة فرعية مملوكة بالكامل من طرف المجموعة، تم إنشاؤها سنة 2022 لتطوير أنشطتها لتوليد الطاقة المتجددة. و يندرج هذا المشروع في إطار برامج الاستثمار الأخضر الذي أطلقته مجموعة الشريف للفوسفاط بقيمة 13 مليار دولار والذي يهدف إلى زيادة إنتاجها من الأسمدة الخضراء وتحويل عملياتها بالكامل إلى الطاقة الخضراء في أفق 2027. وسيرتكز المشروع أيضا على خبرة INNOVX وهي شركة متعددة القطاعات أطلقتها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) تتخصص في بناء شركات وأنظمة بيئية مبتكرة ومستدامة ذات تأثير محلي قوي. وتعد اتفاقية القرض الأخضر التي أبرمتها مؤسسة التمويل الدولية مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط جزء من استراتيجيتها الرامية إلى زيادة الاستثمارات والمشروعات المتعلقة بالمناخ في الأسواق الناشئة، وإزالة الكربون من الاقتصادات والتكيف مع ارتفاع درجة حرارة الارض. كما يندرج المشروع ضمن برنامج الأمن الغذائي العالمي التابع لمؤسسة التمويل الدولية، وهو مرفق تمويل بقيمة 6 مليارات دولار تم إطلاقه سنة 2022 لتعزيز قدرة القطاع الخاص على الاستجابة لأزمة الغداء والمساعدة في دعم الإنتاج المستدام للغذاء. و يعد القرض الأخضر شكلا من أشكال التمويل للمشاريع المؤهلة التي تساهم في تحقيق الأهداف البيئية من قبيل التخفيف أو التكيف مع التغيرات المناخية.