استنكر المرصد لأورومتوسطي لحقوق الإنسان معاقبة الناشط المغربي "سعيد بوكيوض" بالحبس خمس سنوات على خلفية تهم مرتبطة بحرية الرأي والتعبير، معتبرا أن الإدانة بالغة الجور ولا يمكن تبريرها في كل الظروف. وقال المرصد في بيان صادر عنه اليوم الخميس، إن الحكم التعسفي يأتي في إطار حملة السلطات المغربية الممتدة على حرية الرأي والتعبير، وممارساتها الهادفة إلى تجريم المنتقدين وأصحاب الرأي، وإسكات الأصوات المعارضة.
وأكد غياب ضمانات المحاكمة العادلة في قضية الناشط "بوكيوض"، ومن ذلك إصدار المحكمة حكمها بعد سبعة أيام تقريبًا من عملية التوقيف، مشيرا أن المدة لا تبدو كافية لاستنفاد جميع الإجراءات القانونية من طرف الجهات الأمنية المعنية أو الادّعاء أو الدفاع، وهو ما يؤشر بشكل واضح على نية مسبقة لمعاقبة "بوكيوض" على خلفية آرائه المعارضة. وسجل أنه لا يمكن النظر في قضية الناشط "بوكيوض" بمعزل عن سياسة السلطات المغربية المتركزة على استعمال القضاء لمعاقبة الصحفيين والمعارضين والانتقام منهم في بعض الأحيان، إذ شهدت السنوات الماضية احتجاز عشرات من الصحافيين والمنتقدين والحكم على بعضهم بأحكام قاسية على خلفية تهم تبدو ملفقة ومتحيّزة. وشدد المرصد على أن الحكم بحبس الناشط المغربي "سعيد بوكيوض" خمس سنوات لمجرد تعبيره عن رأيه، يعكس استهتارًا مشينًا بالحق في الحرية والكرامة الإنسانية، ويظهر مدى الصعوبات والمخاطر التي يواجهها المعارضون وأصحاب الرأي في المغرب". وأبرز أن "السلطات المغربية مُلزمة باحترام حقوق مواطنيها في حرية النشر والتعبير عن الرأي، إذ من حق جميع الأفراد إبداء آرائهم في سياسات المملكة وعلاقاتها مع الدول الأخرى، في الحدود التي يكفلها الدستور المغربي والمواثيق الدولية ذات الصلة". وألح على أهمية استقلال السلطة القضائية في المغرب، وعدم توظيفها لمعاقبة المعارضين والتغوّل على الحريّات، وتحييدها عن مختلف أشكال التأثير السلطوية. ودعا السلطات المغربية إلى إلغاء الحكم التعسفي بحق الناشط "سعيد بوكيوض"، والإفراج عنه دون شروط، والتوقف عن ملاحقة وتجريم النشاط السلمي، والتخلي عن جميع الممارسات التي من شأنها تقويض ممارسة الأفراد لحقوقهم المكفولة. وطالب أيضا بالإفراج عن جميع معتقلي الرأي في البلاد، بما في ذلك جميع الصحافيين والمعارضين الُمدانين بتهم بدت أنّها ملفقة وغير عادلة، والتوقف عن النظر إلى المعارضين والمنتقدين بصفتهم تهديدات يجب تحييدها وإسكاتها، واحترام آرائهم ونشاطهم السلمي. وكانت المحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء قد قضت بحبس الناشط "بوكيوض" (48 عامًا) خمس سنوات بسبب تدوينات منسوبة له على مواقع التواصل الاجتماعي نُشرت عام 2020، وتضمّنت انتقادات لقرار المغرب إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل. وجرى توقيف "بوكيوض" في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، لدى عودته مع أسرته من قطر، ورفضت طلبات دفاعه متابعته في حالة سراح، وأبقي على اعتقاله منذ لحظة التوقيف.