يجري وفد سعودي محادثات مع الحوثيين في صنعاء الأحد، حسبما أفاد دبلوماسيان يمنيان، في زيارة نادرة للعاصمة الخاضعة لسيطرة المتمردين المتحالفين مع إيران، تأتي في إطار مسعى جديد لإحياء عملية السلام بعد التقارب الأخير بين الرياض وطهران. وقال دبلوماسي يمني في الخليج لوكالة فرانس برس "يزور وفد سعودي صنعاء لمناقشة المضي قدما في صناعة السلام في اليمن". واكد دبلوماسي يمني آخر الزيارة النادرة للوفد السعودي. وكانت وكالة سبأ المتحدثة باسم الحوثيين ذكرت أن الوفد السعودي سيبحث مع رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط "رفع الحصار بكل تداعياته ووقف العدوان واستعادة كافة حقوق الشعب اليمني المحقة ومنها صرف مرتبات كافة موظفي الدولة من إيرادات النفط والغاز". ولم يرد مسؤولون سعوديون على طلبات وكالة فرانس برس التعليق. سبق أن زارت وفود سعودية العاصمة صنعاء لإجراء محادثات حول عمليات تبادل للاسرى مع الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة ومناطق شاسعة في شمال ووسط وغرب أفقر دول شبه الجزيرة العربية. لكن هذه الزيارة تأتي في خضم مساع اقليمية ودولية للدفع باتجاه حل سياسي يفتح الباب أمام خروج السعودية من الحرب، ثم إسدال الستار على النزاع بين الحوثيين والحكومة والذي أودى بمئات آلاف الأشخاص. وتستمد هذه الجهود زخمها من اتفاق السعودية التي تقود تحالفا عسكريا في اليمن دعما للحكومة منذ 2015، وإيران التي تدعم الحوثيين، بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية الشهر الماضي بعد سبع سنوات من القطيعة. وكان وفد عماني بدأ السبت زيارة لصنعاء لإجراء محادثات مع الحوثيين ضمن وساطة تهدف إلى التوصل لهدنة جديدة في اليمن وكذلك إحياء عملية السلام. وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام إن مطالب جماعته "وقف العدوان ورفع الحصار بشكل كامل وصرف مرتبات جميع الموظفين من استحقاقات إيرادات النفط والغاز (…) وخروج القوات الأجنبية من اليمن والتعويضات وإعادة الإعمار". بحسب مصادر حكومية يمنية، وافق أعضاء مجلس الرئاسة اليمني مؤخرا على تصور سعودي بشأن حل الازمة اليمنية بعد مباحثات سعودية حوثية برعاية عمانية استمرت لشهرين في مسقط. ويقوم التصور السعودي وفقا للمصادر على الموافقة على هدنة لمدة ستة أشهر في مرحلة أولى لبناء الثقة، ثم فترة تفاوض لمدة ثلاثة أشهر حول إدارة المرحلة الانتقالية التي ستستمر سنتين، يتم خلالها التفاوض حول الحل النهائي بين كل الأطراف. وتتضمن المرحلة الأولى خطوات إجراءات بناء الثقة وأهمها دفع رواتب الموظفين الحكوميين في كل المناطق وبينها مناطق سيطرة الحوثيين، وفتح الطرق المغلقة والمطار. في هذا السياق، حث المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ الإيرانيين على "أن يظهروا حقا أنهم يحدثون تحولا ايجابيا في النزاع، عندها لن يكون هناك تهريب أسلحة للحوثيين بعد الآن في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي". وكان ليندركنغ قد زار سلطنة عمان في الاسابيع الأخيرة. والسبت، اعلنت البحرية الاميركية عن دخول غواصة نووية صاروخية قادرة على حمل ما يصل إلى 154 صاروخ كروز مياه البحر الاحمر قرب اليمن، في عرض جديد للقوة. في مؤشر ايجابي الى إمكان حصول تقدم في جهود السلام، أعلن رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى التابعة للحوثيين عبد القادر المرتضى السبت عن وصول 13 أسيرا إلى مطار صنعاء الدولي مقابل أسير سعودي أفرج عنه في وقت سابق". والشهر الماضي، أعلن الحوثيون والحكومة اليمنية أن هم توص لوا خلال مفاوضات في برن إلى ات فاق على تبادل أكثر من 880 أسيرا . وقد أعطت التطورات الأخيرة للشارع العام اليمني أملا في تقدم خطوات إنهاء الحرب. وقال علي حسين (23 عاما) أحد سكان صنعاء لوكالة فرانس برس "زيارة وفد سعودي لصنعاء تبشر بخير. نريد ان تنتهي الحرب، لقد تعبنا". كما أكد محمد دهمش (35 عاما) "نأمل من زيارة الوفد السعودي والعماني الى صنعاء توقيع اتفاق ينهي الحرب تماما وليس توقيع هدنة". بالنسبة لمنصور ( 46 عاما)، وهو مد رس في مدرسة حكومية في مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين غرب البلاد، فإن انتهاء الحرب مرتبط بعودة مرتبه الذي لم يتسلمه منذ سبع سنوات. وقال لفرانس برس مفض لا عدم الكشف عن اسمه الكامل خوفا من الملاحقة "الحرب ليست الصواريخ والقذائف فقط، بل وضعنا الاقتصادي المتدهور". أما ايمان محمد ( 31 عاما) فأوضحت ان تنق لها من مدينة الحديدة الى مدينة تعز لزيارة أهلها يستغرق منها حوالى 12 ساعة بعدما كان خمس ساعات قبل الحرب. وقالت "أتمنى أن يأتي العيد وقد انفرجت الأحوال وعادت الى وضعها الطبيعي".